رواية “الغانية والبحر” خرافة الجسد!!

كعناقيد الثلجِ عندما يحين وقت ذوبانها، كذلك رحلة الغوص الطويلة التي تمتدّ لشهورٍ أربعة من فصل الصيف وحتى مطلع الخريف حيث تشهد أسطورة الحياة والموت في حقبة الفقر والمجاعة من أربعينيات القرن الماضي في البحرين.
تحكي الرواية بألمٍ مختزل:
رحلة الغوص لجنيّ المحار، طويلة شاقة، تروي حكاية غواص وصديقه، يقضيان شهور الغوص الأربعة في قلب البحار، منعزلين عن العالم، يروي أحدهما حكايته مع زوجته الجميلة الأخاذة بتفاصيل شفافة، مما يزرع في عقل الآخر الذي لم يسبق أن التقى بامرأة أفكار ومشاعر جياشة تبلغ ذروتها بالولوج في عمق العلاقة حتى يبلغ مرحلة عشق زوجة الآخر من خلال ما يرويه صديقه عن مغامراته العاصفة والمثيرة مع زوجته حتى يصل لمنعطفٍ محموم لا يستطيع مقاومة الاندماج الكلي مع المرأة عبر ما يسردهُ الآخر عن جسدها وعاطفتها ورغباتها إلى أن يُفكِّر بالاستيلاء عليها عبر التسبّب في موت صديقه المسئول عنه في الغوص عندما يتركه يغرق ليعود إلى اليابِسة بعد شهور العزلة الطويلة في البحر ويبدأ قصة أخرى معها…
تجري احداث الرواية في بدايةِ أربعينات القرن الماضي إبان الحرب العالمية الثانية، في مجتمع البحرين الخليجي، بذروة محنة الكساد والموت الرخيص، في أطار مدينة رمادية ساحلية تعتمد في حياتها على صيد السمك والغوص بحثًا عن اللؤلؤ، مدينة موبوءة بالفقر والمجاعة والعواصف والمرض والاستغلال الذي يدفع ثمنه الغواصين الرمادية وهم يلقون حتفهم خلال وجودهم في البحر ويُدْفَنون فيه قبل العودّة إلى اليابِسة، يتزامن ذلك مع الخيانات الزوجية من قِبل نساء معوزات لا يملكنّ ما يسدّ رمقهن بغيابِ أزواجهن في رحلة الغوص.