الشهر: جوان 2018
“حرب البنفسج” حروب الرقيق والاستعمار في القرن الثامن

“حرب البنفسج”
حروب الرقيق والاستعمار في القرن الثامن عشر برؤية جديدة
صدرت مؤخراَ عن دار الفارابي بيروت، رواية “حرب البنفسج” التي تروي ملحمة من تاريخ الحرب وتجارة الرق والقرصنة والاستعمار في المنطقة منذ 1862 وصورتها الراهنة في العلاقات الخليجية وتحالف قطر وتركيا الذي يعود تاريخه لتلك الفترة الحالكة ومحاولة الحلف القطري التركي العماني غزو البحرين حينذاك.
ملحمة حرب الرق والحرية في 562 صفحة.
تروي الرواية دراما متنامية بضراوة على مدى فصول متوالية ملحمة المحنة الإنسانية والدموية التي تشكلت وسط خضم الصراع الاستعماري والقبلي الذي شهدته منطقة الخليج العربي في أوج مراحل التدفق الغربي والفارسي والتركي على النفوذ، مع انتشار الاتجار بالرقيق الذي رغم تظاهر الوجود البريطاني بمكافحته لكنه ظل مختبئاً تحت معطف هذه الدول وهي تسعى لاستغلاله.
تنفجر الأحداث الضارية من ساحل صور بعُمان وتتراكم حتى تنتشر في أرجاء المنطقة من خلال حروب ومواجهات بين مختلف الأطراف منها تجار الرقيق والقراصنة والوجود التركي الفارسي مع الاحتلال البريطاني وكلها تتراكم لتشكل منعطفاً لتوجيه الأحداث.
تحكي الرواية قصة القرصان الخليجي الرئيس الشيخ سليمان بن احمد السليط الهلالي القادم من خلف العالم السفلي وقد حشد جموع البشر من حوله وقاد خمس سفن عملاقة في حروب وصراعات دامية اختلط فيها الخيال بالواقع ليشكل محور الأحداث التي يقود نارها الغزو الأجنبي للمنطقة، يتخلل ذلك علاقات اجتماعية معقدة تشمل الحب والكراهية والموت والحياة مع الضنك، ضمن خيوط الصراع على البقاء، فتشهد بنفسج الفتاة المنحدرة من قاع الرق المظلم ومعها الشاب مؤيد القادم هو الآخر من أسفل حافة الاستغلال البشري المتمثل في التحرش من قبل أولئك المتاجرين بالبشر لتنسج علاقة غامضة سرعان من تتكسر على حافة الحرب التي تنشب ويكون وقودها الفقراء والمعدمين والمهمشين، لتتصاعد وتشهد محاولات التحالف التركي منذ ذلك الحين بالقرن الثامن عشر لغزو البحرين حيث ينكسر الغزو التركي القطري على شواطئ الجزيرة الهادئة لتنهض من نومها على تحولات جذرية.
تنبثق بضراوة دامية “بنفسج” فتاة الرقيق المنحدرة من الغيب المظلم لتقود سفن حربية أولاها إياها الرئيس سليمان السليط في معركة أسطورية وقودها السفن والبشر لتتطور إلى صراع قوى عالمية على المنطقة في رحى موت وحياة الأقوى هو من يبقى.
يقول دكتور مارك هوبز المتخصص في تاريخ الخليج بالمكتبة البريطانية
” في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي، واجه البريطانيون نوعاً من الرق يزيد تأصله من الجانب الاجتماعي عن الجانب التجاري. ورغم أن العبيد كانوا يُجلبون من مناطق بعيدة مثل شمال أفريقيا وشبه القارة الآسيوية، إلا أنهم كانوا مندمجين بشكل عام في المجتمع، حيث حُولوا – قسراً في الغالب إلى الإسلام وعاشوا إلى جانب العائلات التي كانوا يخدمونها. وقد حصل الكثير من العبيد على حريتهم في حينه. وقد شكلت النساء نسبة إماء أعلى مقارنة بالرقيق في المزارع الأمريكية. وعمل معظمهن كخادمات في البيوت، أما معظم الرقيق من الرجال فقد عملوا في الصناعات الاقتصادية الرئيسية بالمنطقة، صيد اللؤلؤ وزراعة النخيل”
ضمن هذا الطقس القاسي المشوب بالحرب والموت والحب والكراهية والصراع على البقاء تدور أحداث الرواية ضمن حرب القرصنة والرقيق والاستعمار ومحاولات غزو الدول في المنطقة من قبل الأمبراطريات البرتغالية والبريطانية والتركية والفارسية بالتحالفات حينها مع قطر وعُمان اللتين تحالفتا فترات مع الأتراك والفرس لغزو البحرين، اختلطت فيها المصالح الاستعمارية بتجارة الرق بالقرصنة، بالإضافة إلى حرب ضروس شنها الطبيعة على المنطقة فشهدت موت الآلاف بالمجاعة والأوبئة وفرار المئات من وجه الطبيعة نحو حتفهم.
سلطان عُمان يتحالف مع الانكليز للقضاء على الرئيس الشيخ سليمان السليط ويشهد بداية نهاية فصل سيطرة القراصنة على بحر الخليج العربي.
في مكتبة جرير بالمملكة العربية السعودية
في مكتبات دار الفارابي بيروت
في مكتبة جيشنمال ستي سنتر البحرين
نيل وفرات دوت كوم
وفي المكتبة الوطنية وفروعها البحرين
عيد سعيد
بواسطة عيد سعيد
عيد سعيد
رجس أم وسيلة؟ عناقيد الغضب
رجس أم وسيلة؟
عناقيد الغضب

تنتهي رواية “عناقيد الغضب” لجون شتاينبيك بقيام امرأة برضاعة رجل عجوز من صدرها على وشك الموت من الجوع بسبب الفقر، لم تكن هناك وسيلة من طعام سوى هذه الطريقة .. ترى ماذا سيصف المتزمتون هذا الفعل الإنساني سوى بالرجس علماً بأنه لم تكن ثمة وسيلة لإنقاذ العجوز المعدم من الموت سوى هذه الوسيلة في مجتمع انعدم فيه الطعام والرحمة.
خطة الخريف ؟!
بواسطة خطة الخريف ؟!
خطة الخريف ؟!
عزلة الأفيال
(ليس هذا هو العنوان الأصلي)
ما لم يَقله سنمار الإخباري عن بلادٍ جرفتها الثلوج المشتعلة، قالته آلهة لم تقبض الثمن ولم تستنبط الوعي من كونها آلهة كونية، حتى أدركت متأخرة وهي في عزلتها مع الأفيال الضالة، وسط الفوضى الخلاقة!! أن ناطحات السحاب مهما علت لن تُغْنى عن الأكواخ، وكل خطيئة وراءها ذرة طهارة، فإذن صح ما قاله الإخباري عن بلدٍ شواطئها من حديد ومياهها زئبق فوار، طُرقها غابات للموت البطيء، أشجارها تمشي بلا أوراق تكسوها. وقعت الأحداث الدموية وعمت الأرجاء، أختل النظام برمته وفُقد التوازن وسار الجمع نحو حتفهم بلا خيلاء. توضأ البعض وظل البعض الطريق وبلغوا الطهارة بعد فوات الأوان لأن الأرض ابتلعت السماء ولأن الكون أختل فعزفت أركسترا صاخبة منبعها الثقوب الزرقاء موسيقى سائلة من صخبها تصدعت الأرواح. لم يعش السنمار المعماري ليشهد نمو الناطحات إلى السماء والأبراج الرمادية والأنوار الإلكترونية ولم يسعه الوقت ليرى الجسور الملائكية وهي تبتلع السيارات الفارهة والطائرات المزركشة بالوشوم والأنهار الجافة، جاء الإخباري قبل الألفية الثالثة بآلاف السنين في وقتٍ خلى من الآلهة ومن سوء حظه التقى بالملك السائح الأعور في مملكته الرمادية النيزكية التي وُلِدت من رحم رذاذ الريح بوقتٍ خرافي تَكَوَن من الماء والنار والتراب والزئبق الأحمر، لم يجرؤ معماري في العالم الخلفي على خلق تحفة توازي برج السماء، لكن سنمار فعل.
كانت سنة كبيسة بالأرقام الرومانية I132: CXXX إذ شهدت على انهيار العالم ونشوء العالم الجديد على أنقاض موت الآلهة التي لم تكن بالمناسبة موجودة قبل ذلك، اتسعت الثقوب الزرقاء وانتشر السؤال المروع في خضم الفوضى.
“ما مصير العالم؟”
ما هي قصة يسرا البريطانية؟
بواسطة ما هي قصة يسرا البريطانية؟
ما هي قصة يسرا البريطانية؟
ما هي قصة يسرا البريطانية؟
رواية لاحمد جمعة صادرة عن دار الفارابي في بيروت
تغيير العالم بالقوة وإحداث الفرق في الكون، كان ذلك هو المصير الذي ارتبطت بها وسارت على بساط من الجمر، كائنات تقتات على الموت لتصل للحياة وتقتات على الحياة لتدخل نطاق الموت، سلاسل من الكمائن لابد من عبورها للنجاة في النهاية ولكن ما هي التكلفة؟
يسرا القرمزي أو يسرا البريطانية، حكاية تروي مسافة طويلة لرحلة شاقة تعبرها الفتاة العربية بنت منطقة الزبير بالعراق والتي امتدت دروب ليست معبدة منذ نعومة أظافرها مرت خلالها بالحرب العراقية الإيرانية ثم بحربي الخليج تحرير الكويت وإسقاط صدام حسين ثم بالحرب الرابعة مع الإرهاب عبر داعش والقاعدة….
مرت بالعواصم المختلفة انطلاقاً من الزبير بالبصرة في العراق، مروراً بسوريا، لبنان، البحرين، دبي، بريطانيا، سويسرا، مرة أخرى العراق ثم أربيل بشمال العراق.
بدأت رحلة العذاب لاجئة في بريطانيا ثم حملت الجنسية البريطانية لتحارب في عاصفة من الملايين تدفقت عليها حتى تستقر في قلب الزلزال الإرهابي الذي وضعها في زنزانة انفرادية منتظرة حكم الإعدام من التنظيم المسلح الذي تورطت فيه أو معه.
رواية شاقة تقع في 408 صفحة من الحجم المتوسط تروي تلك الرحلة السندبادية لفتاة اختطفها فخ البريق العالمي، مال وسهرات وفنادق ثم براري وصحارى وخرائب لتقبع وسط كائنات لا تؤمن إلا بالموت طريق لتحرير الذات، تعبر من خلاله بالتنظيمات المسلحة والمطارات وبالعمل في الفنادق وصحبة الخطرين من الرجال الذين يقودون تغيير العالم بالقوة والخداع ونصب الفخاخ.. كيف لها أن تتعايش مع هذه الشبكة المنفلتة من العنف والسياسات المتلاحقة كأمواج المحيط؟
[من الزبير إلى حلب إلى البحرين ودبي وحتى بريطانيا ثم كردستان، هل وقعت في يد داعش وخرجت؟ أم كان هناك قدر رسم لها تحولاً إلى فخ نصبته المخابرات؟]
“عرفت أن الخطوط الحمراء موجودة في كل مكان من هذه الدنيا، لكنها لم يُخيل لها أن هناك عرشاً من الرماح ينتظر جلوسها عليه لأيام، تتحمل جبالاً من المشاعر المنذرة بالرعب القادم، سمعت عن المحاكم الثورية والعسكرية الميدانية السريعة، لكنها لم تتصور أن هناك من ذهب من النساء والرجال وحتى الأطفال للإعدام، لمحت في ساعة صفاء ذهني نادرة شبح نجوى القطان فوق سطح الدار تنشر الملابس المغسولة على الحبل، ومن بينها البذلة العسكرية لجبار الشريف، تراءى لها طيف لطفلة صغيرة تقف على بعد خطوات من المرأة تتطلع للزي العسكري، فترى فيه شموخ الرمزي لشيء يبعث إحساساً لم تدركه ساعتها، لاح لها الآن على مقربة من الموت، ساد الصمت أيامها التالية وهي محتجزة في حجيرة مكتظة بالنمل والحشرات، يعلوها سقفاً خشبياً، ينبعث منه الغبار طوال الوقت ويسبب لها السعال المتواصل، وصلت المكان عبر ناقلة كبيرة محملة بالمواد عبرت بها الطريق معصوبة العينين لم تعرف شكل من كان يرافقها على الناقلة ولا هويته ولا العدد، باستثناء صوت رجل كان يسعل بين فترة وأخرى“
تروي حكاية يسرا عن جبار الشريف القرمزي
تتناول الرواية تطور قصة يسرا المرأة الزبيرية ذات الأصول والجذور “النيادة”: مع مراحل تحولاتها
-
يسرا القرمزي
-
يسرا البريطانية
-
يسرا الإرهابية
ومحطات عبورها خلال الرحلة الممتدة عبر سنوات الجمر من الزبير إلى حلب إلى الحدود اللبنانية، السورية، التركية، والعراقية مرورا بالبحرين ودبي ولندن
مقطع من الرواية:
أفاقت على وقع أقدام عند الفجر، وقبل بزوغ الشمس، فُتح الباب وهي ما كادت تغط عينيها بعد ساعات طويلة من أرق مزمن، كسر صرير الباب الخشبي سكون الفجر، ولامست أقدام الرجل أرض الحجرة، نفضت عنها الغطاء القطني المهلهل والمزركش وجلست القرفصاء وسط صمت الرجل الذي بدا وجهه منتفخاً من النوم، نظر إليها وقال متسائلاً.
“ألم تسمعي أذان الفجر، كالعادة تغطين في النوم كالميتة؟”
“ما المتعة في تكرار كلمة الموت” بدا على وجهها الذعر من هيئة الرجل الواقف كالصنم لا يتحرك فيه أي جزء من جسمه، حتى عينيه بدتا جاحظتين لا ترمشان ولا مرة كأنهما عينان زجاجيتان “ماذا يحمل معه لي في هذا الفجر المظلم فجأة؟
خرج عن صمته وقال بنبرة آمرة.
“قومي اغتسلي وصلي الفجر، سنأخذك في جولة، لقد انتهت إقامتك هنا”
فجأة سمع دوي انفجار على بعد، تلاحقت أنفاسها وبدأت ترتجف من البرد وظلت حبيسة المكان كأنها لم تسمع الرجل الذي نهرها بلهجة شديدة آمرة، خارت قواها، لم تستوعب الموقف، مازال يغلبها النعاس والإرهاق.
“هل سيعدمونني؟”
“لا ليس اليوم”
” هناك إعدام إذن”
على بعد ساعتين وصلت الشاحنة لبناية داخل المدينة المهدمة بفعل القصف، وهي تنقل عدداً من الرجال الملتحين من دون أن يحملوا بنادق أو بنادق آلية كما كان الحال في المرة التي جيء بها إلى المكان، لم تُعصب عينيها هذه المرة، رأت خلال الساعتين المنصرمتين طرق وعرة وشوارع مرصوفة وبنايات وسيارات مدمرة، لكن البلدة التي دخلتها لم تكن بها أية كثافة سكانية، ظهر بعض الصبية يعبرون الطرقات وانتشرت بعض القطط والكلاب الضالة، وبرزت براميل القمامة مهشمة أو محترقة فيما غطت النفايات بعض زوايا الطرقات وأغلقت أغلب المحال أبوابها وبدت المدينة أقرب ما تكون إلى الهدنة، راقبت كل تلك المناظر لعلها تتبين المكان لكن أحدهم من فرط ثرثرته مر على ذكر القائم “عدت قريبة من الهدف، لعنة على هذا الزمن، مرة أقترب ومرة أبتعد” عندما توقفت الناقلة بالقرب موقف للسيارات هبط الجميع باستثنائها، أشار لها السائق بالانتظار، ظلت لأكثر من خمسة وثلاثين دقيقة حتى وصلت سيارة صغيرة، هبط منها أحد المسلحين الملثمين واقتادها للسيارة وانطلق بأقصى سرعة بعد أن عصب عينيها، في البداية ساد صمت تخلله صوت محرك السيارة الجيب، ثم تسلل صوتها معطوباً ينم عن حزن داخلي عميق تحمله نبرة مكسورة.