http://www.alghad.com/articles/675477-%D8%AC%D9%85%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%85%D9%91%D8%B4%D9%88%D9%86-%D8%B4%D9%83%D9%91%D9%84%D9%88%D8%A7-%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%84%D8%AF%D9%8A-%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D8%A3%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B6%D9%8A?search=%D8%A8%D9%8A%D8%B6%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%B1
الشهر: جويلية 2014
سعد بن ناصر في مقطع من رواية (الخراف الضالة) في 425 صفحة عن دار الفارابي بيروت
سعد بن ناصر في (الخراف ىالضالة)
الليلة كانت عاصفة بالأحداث المتشعبة والمتوترة وساد الجميع شعور بالغموض وهم يستمعون إلى الصدامات والاقتحامات وتواتر الأخبار حول اقتحام القرى والشوارع والطرقات، وانتشرت الدبابات والسيارات المصفحة ورجال الجيش والمدرعات مختلف المناطق وقد خلت ساحة الدوار من المتظاهرين بعد انسحاب الجميع واحتلال قوات الأمن المكان،كما خلت الشوارع والطرقات من المحتجين وسيطرت قوات الأمن والجيش مختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة المتظاهرين وعمت البلاد حالة من الاستقرار المشوب بالإبهام لدى الكثيرين مع شعور عم الأهالي بسيطرة الجيش على الأماكن التي كانت خارج السيطرة.
على الضفة الأخرى من الشارع العام المؤدي إلى جزر أمواج تسللت سيارة سوداء تنقر الطريق من خارج الجزر نحو مدخل الطريق المؤدي إلى قرية قلالي عند الساعة الثانية عشرة وبضع دقائق وسط سكون المنطقة وهدوء المكان ضمن نسق الحالة المنبثقة عن الإجراءات الأمنية التي تلت إعلان حالة الطوارئ وما تركته على النفوس من تأثير صادم رغم توقعه إلا أنه أشاع في المشاعر عواطف متضاربة بين الارتياح والخوف إذ ترك صدمة في نفوس البعض وظهر في شكل تعبير جارف على الملامح وفي نبرة الكثيرين ممن عانوا من الأيام الماضية من آثار الاضطرابات المتصاعدة طوال الشهر المنصرم، كان السيارة الفخمة السوداء وهي من طراز لكزس LS 460L المتسللة طريق أمواج – قلالي تعبر ببطء وكأنها امرأة مغطية الوجه تعبر متخفية، تطل على عبر الشرفات وتهدر بالسير ثم تتوقف وتتأمل ولا يظهر الزجاج العازل الوجوه التي بداخلها، ومن حين لآخر لم يفت بعض المارة من المشاة من لفت نظرهم للمشهد الغامض التي كانت عليه السيارة والطريقة التي تسير بها وكأنها معزوفة تهز أوتارها من خلال ليل يوشك على التوغل في دهليز الغموض العاصف بالأوجاع، وعند ناصية الطريق المنعطف باتجاه مزرعة قديمة بدت أسوارها تتدلى منها مصابيح متهالكة بعضها مضاء والبعض الآخر محترق وبين عتمة طرف المكان المحاذي للمزرعة توقفت السيارة وانسل منها شبح رجل نحيف البنية تداعت مشيته وهو يبتعد عن السيارة متدثراً في ملابس فضفاضة متكدسة بقطع عدة من الصوف وسار باتجاه الطريق الآخر المنحرف عن بعد من السيارة وغاص في الظلام، فيما تدحرجت إطارات السيارة السوداء الفخمة مبتعدة عن المكان لتخرج إلى الشارع العام وتنطلق بسيرها الطبيعي وكأنها تركت سراً وراءها خلفته مع ريح ما بعد منتصف الليل.
كان صوت سعد بن ناصر تشوبه نبرة الهدوء والسكينة وبدا عليه التأقلم مع ريح الليل هو الآخر بعدما أسدل نافذة السيارة للمنتصف وأطلق العنان لسيجارته تنفذ دخانها خارج السيارة وتتلاعب بخيوطه تيارات الهواء البارد تلك الليلة فيما انزلقت بشرته الدافئة بفعل كأس الويسكي الذي تناوله قبل الخروج وقد انعكست أضواء مصابيح الشارع على وجهه الذي تكسوه التجاعيد أكثر من المعتاد هذه الليلة، ولدى وصوله نحو الطريق العام وعلى بعد من منتصف الطريق المؤدي لجسر الشيخ خليفة فوجئ بطابور من السيارات متوقفة فيما بدا حاجز من الشباب يسد الشارع وفحص الوجوه داخل السيارات قبل السماح لهم بالسير ولدى اقتراب السيارة من التجمهر لمح أحد الواقفين وهو رجل أسمر ضخم الجثة وقد تدثر في جاكيت أسود من الجلد فوق الثوب الأبيض ولف رأسه بغترة حمراء بدا من تصرفاته أنه هو من يوجه الشباب، ولدى وصول السيارة إليه لمح من فتحة نافذة السيارة سعد بن ناصر بداخلها فأشار بيده للشباب بالتنحي عن السيارة والسماح لها بالعبور بسرعة من دون الاقتراب مع تحية من يده في الهواء لسعد بن ناصر وقد علت شفتيه ابتسامة مع عبارة أطلقها بصوت مسموح ” تفضل طال عمرك”.
كان طريق الجسر المؤدي إلى المنامة العاصمة تلك الساعة يمتلأ على طرفيه بدبابات الجيش، وكانت هناك حواجز عدة لرجال الأمن والجيش ولدى عبوره الشارع أغلق النافذة وأدار رقم الهاتف الجوال..
– هل تم فقع الدمل؟
جاءه صوت الطرف الآخر ممتزجاً بضحكة مجلجلة ليستطرد الصوت من جديد.
– ما فعلته ليس سهلاً من يفعل ذلك أما أنه شيطان أو هو ملاك وأترك للتاريخ يحكم على ما قمت به.
– أحسنت على مديحك المبطن ولو أني أفضل أن أكون شيطاناً لأن الملائكة لا وجود لها على هذه الأرض.
– مازال على الأرض بعض من الملائكة ولولا ذلك لما أعلنت حالة الطوارئ.
رد الرجل بضحكة وهو ينهي الحديث بقوله.
– سعد .. انهي جولتك واذهب للبحر وأغلق عليك قصرك وأستمتع بكأسك، لا أنصحك بالتسكع في الشوارع في هذا الوقت.
– أنا لست وحدي كما تعلم.
– أعلم.. ولكن الوقت متأخر.
رد سعد بضحكة صغيرة تميزها الريبة.
– وقل لن يصيبكم إلا ما كتب عليكم.
ختم الطرف الآخر الحديث بضحكة أخرى ذات مغزى.
– احفظ القرآن جيداً قبل أن تفتي به.. سلام.
كان البحر تلك اللحظة متوتراً بالهواء المتدفق من الأعلى على شكل نسمات وحشية تعكر سطح الموج وهو يعلو وينخفض عند الساحل، فيما راحت أعمدة أضواء الشارع المطلة عل البحر تلقي هي الأخرى بانعكاس ضوئها على البحر فتبدو كخيوط لؤلئية اللون منبسطة على الماء تلاحقها نظرات بوعلي الهوى وهو يقف مشدوداً نحو الأفق البعيد من البحر.
****
الخراف الضالة وحشة المدينة الضالة وعودة الروح لمدينة الأشباح
وصف أحد القراء لرواية ( الخراف الضالة ) أجواء الرواية على إثر القراءة لها بأنها تأريخ للحقبة الدموية الدامية الني شهدتها البحرين خلال الفترة التي تلت ما يسمى بالربيع العربي وساد فيها الخوف والفزع نفوس الناس حيث خلت الشوارع وساح الدم على الإسفلت وساد الذعر النفوس ولم يبق سوى العلاقة العاطفية هائمة كالأرواح المحلقة في فضاء الأشباح الحية المتحركة في القرى ولاشوارع والازقة تبحث عن معنى ما يجري.
الرواية من أصدار دار الفارابي وقد رشحتها الدار لجائزة البوكر في الدورة السابقة وتباع حالياً في المكتبات العربية وفي لندن
نبذة عن الرواية
تقع في 422 صفحة من الحجم المتوسط صدر مؤخراً عن دار الفارابي في بيروت وتدور وقائعها في البحرين عبر تقنية فنية توظف المونتاج السينمائي للأحداث منذ 14فبراير 2011 مع بداية شرارة الأزمة السياسة التي عصفت بالبحرين وأحدثت شرخاً اجتماعياً واسعاً.
تنقسم الرواية الى فصول عدة تتناول الشريحتين الاجتماعيتين الغنية والفقيرة المدقعة التي تعيش قاع المدينة وانعكاس الأحداث عليهما من خلال صراع اجتماعي وسياسي ونفسي يتجسد في علاقات عدة بما جرى عبر الأحداث التي مرت وخاصة ما وقع منها خلال حالة الطوارئ وما شهدته تلك المرحلة من وقائع منها علاقة عاطفية بين متحابين من كلتا الطائفتين وتداعيات الأحداث عليهما.
تغوص الرواية في زمن البحرين منذ القرن العشرين وبدايته عبر توظيف المونتاج السينمائي في استجلاء الأحداث التي شهدتها البحرين منذ تلك الحقب السحيقة من خلال شخوص ورموز عاشت تلك المراحل وعاصرت الوقائع الأخيرة.
تبدأ فصول الرواية عشية المظاهرات والمسيرات التي مرت بها البلاد ولا تنتهي حتى الساعة اذا تظل أحداثها مستمرة حتى بعد الانتهاء من قراءة الرواية.
دار نشر إلكترونية للمبدعين
دار نشر إلكترونية للمبدعين
تقديم
فكرة مستوحاة من جوهر مبادئ دعم المعرفة والثقافة الذي تنشده المبادئ التي قامت عليها الحركة الثقافة في المجال الثقافي بشكل عام والأدبي بشكل خاص من خلال تجربة ذاتية طورتها شخصياً فيما يتعلق بإصدارتي الخاصة ولم تكلف الكثير واليوم وجدت الدافع لعرضها ولتوسيعها وترويجها من خلال دعم الجسد الثقافي في منطقة دول مجلس التعاون التي اشعر كثيراً بالنقص الذي لحق بها خلال السنوات الماضية في عدم الالتفات إلى المكون الثقافي من الكتاب والأدباء والباحثين الذين عانوا الغبن في المنطقة على حساب الكثير من الاهتمام الذي أولته دول المنطقة للفعاليات من خارج المنطقة، فقد صرفنا الملايين على أعداد هائلة من الأسماء العربية خاصة تلك التي للأسف أدارت ظهرها لنا عند أول أزمة أو تحدي تتعرض له المنطقة، فيما أكتفينا بتهميش فعالياتنا الثقافية الخليجية من تملك المواهب الإبداعية التي ظلت حبيسة الأدراج لعدم توفر مصدر الدعم، لا يمنع ذلك توسيع دائرة المشروع عربياً ودولياً بترجمته إلى اللغات العالمية الحية مستقبلاً
( الفكرة):
هناك الكثير من الأدباء والكتاب البحرينيين والخليجيين والعرب أيضاً نشروا أو انتهوا من كتابة أعمالهم الروائية، وهي أعمال منجزة من حيث الصف الإلكتروني الذاتي وتم الإخراج الفني الكامل لتلك الأعمال من خلال الأديب والكاتب نفسه وأنجز مخطوطته بنفسه ليصبح مأزق النشر هو التحدي الذي يواجهه لعدم امتلاك وسيلة الطبع وبذلك تضيع الكثير من الإبداعات بسبب عدم توفر الأداة.
من المعروف أن أي مخطوطة منجزة فنياً وتم إخراجها بشكل نهائي قد قطعت نصف الطريق للنشر وبدلاً من تتعرض للانتظار على قوائم النشر أو ينتهي بها المطاف إلى مطبعة تجارية رخيصة يضيع فيها المؤلف ولا تصل إلى الجمهور بسبب سوء التوزيع فان هناك فرصة للتأكد من مستوى هذا المؤلف وقدرته على سحر القارئ من موقع الكتروني فائق الجودة ويدار بواسطة فريق من قسمين:
– قسم فني مختص بالإشراف على الموقع الكترونياً
– قسم أدبي يقيم العمل ويروجه على الموقع بعد أن ينال الموافقة والتقدير الذي يستحقه.
يختلف الموقع هنا عن بقية المواقع الأخرى، إذ يعتبر داراً للنشر وليس للعرض بالإضافة إلى اهتمامه بالمخطوطات الحديثة المعدة للطبع من قبل المبدعين الخليجيين بشكل خاص والعرب بشكل عام
توضع قواعد لنشر المؤلفات الأدبية والثقافية وبذات الوقت تمنح جوائز للأعمال الفائزة المتميزة عبارة عن القيام بطبع الأعمال الفائزة في كتب تصدر عن دار مرموقة للنشر .
من قواعد الدار الالكترونية للنشر هذه القيام بترشيح الأعمال الروائية للجوائز العربية والعالمية مثل جائزة زايد للكتاب والبوكر بالاتفاق مع الجهات المختصة.
كما يمكن تخصيص جائزة متميزة للرواية أو ديوان الشعر على غرار جائزة زايد وغيرها سوى تم حصرها في الرواية أو توسيعها لتشمل الأشكال الأدبية الأخرى وشخصياً أميل لحصرها في الرواية.
هذه الفكرة بحاجة لمزيد من التفاصيل ودراسة الجدوى لأنها حسبما اعتقد هي الأولى من نوعها في العالم العربي.
ملاحظة:
هذه الفكرة عملت عليها لمدى من الوقت بحكم اهتمامي ككاتب وأديب نشر العديد من الروايات والدراسات وجدت نفسي احتفظ بهذه الملفات المنجزة فنياً مع الأعمال الجديدة التي تحت الطبع، وتساءلت لماذا لا تنشر على موقع الكتروني كبير وذو تقنية متقدمة مسبوق بحملة دعائية وإعلامية تجعله موقعاً متفرداً، غير أن المشكلة التي واجهتني هي أنني شخصياً لا أملك الإمكانيات الهائلة لمثل هذا المشروع مما جعلني أتردد في عرضها على أي جهة غير مؤهلة أو محتالة تضيع معها الفكرة، لذلك رأيت التوجه إلى المبدعين أنفسهم ومن المؤسسات الثقافية الجادة.
مع شكري وتقديري
احمد جمعة
واتساب 00973-39955660
إيميل: ahmedjuma44@yahoo.com
مقطع من رواية (رواية يسرا البريطانية) تصدر قريباً لاحمد جمعة
صوت خطوات في الخارج، صوت شاحنة تبتعد تليه أصوات رجال يتجادلون، تعود تنظر في عيني الرجل الذي كاد ينتهي من فحصها، لا شيء ينم عن تعبير ما يطبع ملامحه، كل جزء من وجهه جامد ما عدا عينيه تعكسان قلق واضح تفسره نبرته الهادئة.
“لا تستبقي الأمور، هناك محاكمة ميدانية يتحدد فيها مصيرك آمني بالله واليوم الآخر، قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”
من فرط شجونها التي تتدفق كالزبد فوق سطح البحر لمست روحها المناسبة من داخل جسدها تنزلق نحو قاع سديمي يوشك أن يبتلع خوفها ويحولها لانقطاع عن الشعور بشيء، لم تعد تشعر بالجوع ولا بالحر أو البرد، فقد استنزفتها العزلة والأشباح والتفكير في الموت قبل أن تفهم ما يجري ولا كيف انزلق بها الكون نحو الهاوية؟ تحدت خوفها وحبست أنفاسها وقالت للرجل وهو يهم بالخروج لدى مجيء الشخص الآخر المكلف بحراسة المكان.
“من هؤلاء الذين يحتجزونني؟ أخشى الموت قبل أن افهم ما يجري لي”
التفت نحوها الرجل وفاجأها بابتسامة صفراء لم تر مثلها قط وقال بنبرة ختامية.
“توكلي على الله”
مع تزايد حالة الهزال وبروز عظام وجهها واسمرار بشرتها بدأ يطرق ذهنها ضوء يتسرب من أعماق عقلها الباطن الذي اختفت فيه كل الصور والمشاهد للسنوات والشهور المنصرمة، شعرت تدريجياً بوضوح في الرؤية لم يسبق لها أن شعرت به، إذ أخذت العزلة تفتح خزانة العقل الباطن وتخرج منه الصور والأسرار والخبايا وتفرشها أمامها كأنه سد وتحطم فخرجت منه كل الألغاز، رأت العلاقة واضحة كالشمس بين مايك وسمر قنب والمحامية الليبية، رأت الخيوط منسجمة بين الفريق الركن والملتحين الذين التقت بهم في لندن وفي المخيمات، رأت جبار الشريف في المرأة المنقبة وكيف ابتعد طيفه عنها، وسعت المسافات وزادت الهوة، رأت الغبار الصحراوي يطغى على الضباب اللندني والصورة أصبحت معتمة، جاءت من أجل الزبير والعودة للدار وشم الرازجي ثم انبثق حلم الشريف بعده انتظار الإعدام، مسافة مختصرة للموت، كل التداعيات اختزلتها الحجرة الترابية الصغيرة المبنية من الطوب الطيني المجفف ونافذتها الصغيرة القابعة في زاوية السقف العلوية ذات الأعمدة المتراصة الضيقة والتي لا تستطيع بلوغها ولكنها للتهوية ومنها يتسرب الغبار الكثيف الذي سبب لها السعال المزمن،
“هل سأشنق؟”
صوت خطوات في الخارج، صوت شاحنة تبتعد تليه أصوات رجال يتجادلون، تعود تنظر في عيني الرجل الذي كاد ينتهي من فحصها، لا شيء ينم عن تعبير ما يطبع ملامحه، كل جزء من وجهه جامد ما عدا عينيه تعكسان قلق واضح تفسره نبرته الهادئة.
“لا تستبقي الأمور، هناك محاكمة ميدانية يتحدد فيها مصيرك آمني بالله واليوم الآخر، قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ”
من فرط شجونها التي تتدفق كالزبد فوق سطح البحر لمست روحها المناسبة من داخل جسدها تنزلق نحو قاع سديمي يوشك أن يبتلع خوفها ويحولها لانقطاع عن الشعور بشيء، لم تعد تشعر بالجوع ولا بالحر أو البرد، فقد استنزفتها العزلة والأشباح والتفكير في الموت قبل أن تفهم ما يجري ولا كيف انزلق بها الكون نحو الهاوية؟ تحدت خوفها وحبست أنفاسها وقالت للرجل وهو يهم بالخروج لدى مجيء الشخص الآخر المكلف بحراسة المكان.
“من هؤلاء الذين يحتجزونني؟ أخشى الموت قبل أن افهم ما يجري لي”
التفت نحوها الرجل وفاجأها بابتسامة صفراء لم تر مثلها قط وقال بنبرة ختامية.
“توكلي على الله”
مع تزايد حالة الهزال وبروز عظام وجهها واسمرار بشرتها بدأ يطرق ذهنها ضوء يتسرب من أعماق عقلها الباطن الذي اختفت فيه كل الصور والمشاهد للسنوات والشهور المنصرمة، شعرت تدريجياً بوضوح في الرؤية لم يسبق لها أن شعرت به، إذ أخذت العزلة تفتح خزانة العقل الباطن وتخرج منه الصور والأسرار والخبايا وتفرشها أمامها كأنه سد وتحطم فخرجت منه كل الألغاز، رأت العلاقة واضحة كالشمس بين مايك وسمر قنب والمحامية الليبية، رأت الخيوط منسجمة بين الفريق الركن والملتحين الذين التقت بهم في لندن وفي المخيمات، رأت جبار الشريف في المرأة المنقبة وكيف ابتعد طيفه عنها، وسعت المسافات وزادت الهوة، رأت الغبار الصحراوي يطغى على الضباب اللندني والصورة أصبحت معتمة، جاءت من أجل الزبير والعودة للدار وشم الرازجي ثم انبثق حلم الشريف بعده انتظار الإعدام، مسافة مختصرة للموت، كل التداعيات اختزلتها الحجرة الترابية الصغيرة المبنية من الطوب الطيني المجفف ونافذتها الصغيرة القابعة في زاوية السقف العلوية ذات الأعمدة المتراصة الضيقة والتي لا تستطيع بلوغها ولكنها للتهوية ومنها يتسرب الغبار الكثيف الذي سبب لها السعال المزمن،
اصدارات احمد جمعة
للمؤلف …
– شهرزاد الحلم والواقع مسرحية مجلة الأقلام العراقية
– الصعود الى المنحدر الرمادي مسرحية مجلة الأقلام العراقية
– ابونواس يرقص الديسكو مسرحية……دار الفارابي– 1982
– فنجان قهوة للرئيس مسرحية دار الفارابي
– سينما التحولات دراسة نقدية لسينما يوسف شاهين ….دار الربيعان للنشر والتوزيع – الكويت 1986
– كرة الرماد دراسة – وزارة الإعلام – البحرين
– الديمقراطية الالكترونية دراسة مؤسسة الأيام للنشر التوزيع البحرين – 1997
– الديمقراطية الانقلابية دراسة في مشروع الإصلاح البحريني- مؤسسة الأيام للنشر والتوزيع البحرين 2005
– بيضة القمر رواية – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2001
– قمر باريسي رواية المؤسسة العربية للدراسات والنشر– 2009
– الخراف الضالة رواية دار الفارابي
تحت الطبع:
– رقصة أخيرة على قمر أزرق – رواية
يصدر قريباً
– يسرا البريطانية – رواية
بعد فترة طويلة رواية (بيضة القمر) رواية بيضة القمر يفرج عنها في الأردن
ظلت رواية (بيضة القمر) وهي الجزء الأول من ثلاثية القمر ممنوعة من التوزيع في الأردن ثم سمح بها ثم صودرت مرة أخرى وأخيرا سمح بتوزيعها وهي صادرة عن المؤسسة العربية للنشر والتوزيع وقد ذكر صاحب الدار الاستاذ ماهر الكيالي في حينها لدى صدور الرواية قبل سنوات بأنه لم يسمح له بتوزيعها لكن بعد ذلك شوهدت في المكتبات وأخيرا ذكر بعض المتابعين للمكتبات الاردنية بأن الرواية متوفرة هناك
والجدير بالذكر بان الرواية المذكورة قد منعت من التوزيع في البحرين لدى صدورها في العام 2001 كما تعرضت لهجوم مغرض من بعض خطباء المساجد من بينهم الشيخ نظام يعقوبي الذي هاجمها في احدى خطب الجمعة واتهمها بالفسوق وتشويه سمعة البحرين وعندما سؤول ما اذا قرأ الرواية نفى ذلك
وقد وصفتها وكالة رويتر حين صدرورها ” في رواية جمعة التي أصدرتها المؤسسة العربية للدراسات والنشر دقة في الوصف الحسي والنفسي كذلك وان حفلت دائما باغراق في الاثنين. وفي العمل اجواء تمتزج بين الواقع والإيهام وتتركز على بطل ليس هو الشخصية الاولى فيها من حيث النسج وبناء الشخصية.
تبدو الرواية أحيانا مزيجا من اثنين يبدوان من حيث المبدأ نقيضين.. إمعان في الواقعية ورومانسية بعيدة الاغوار. وعند الكاتب شبه ولع وتصميم على وصف الأمور المقززة في الجسد الإنساني ووظائفه لكن ذلك ترافقه دائما غاية نفسية.“