«قمر باريسي».. جمعة: خدمتني السينما كثيراً بتقنياتها في كتابة الرواية

«قمر باريسي».. جمعة: خدمتني السينما كثيراً بتقنياتها في كتابة الرواية ولا أعترف بالتقسيم المبتذل للإبداع  حاورته: عزيزة علي  – جريدة الغد الاردنية.  يرصد الروائي البحريني أحمد جمعة في ثنائية …

المصدر: «قمر باريسي».. جمعة: خدمتني السينما كثيراً بتقنياتها في كتابة الرواية

«قمر باريسي».. جمعة: خدمتني السينما كثيراً بتقنياتها في كتابة الرواية

«قمر باريسي».. جمعة: خدمتني السينما كثيراً بتقنياتها في كتابة الرواية ولا أعترف بالتقسيم المبتذل للإبداع قمر باريسي 003

حاورته: عزيزة علي  – جريدة الغد الاردنية.

 يرصد الروائي البحريني أحمد جمعة في ثنائية “بيضة القمر” “قمر باريسي” تحولات المجتمع البحريني من خلال شخصية الشيخ “سيار” المركبة وعلاقاته النسائية المتعددة. وتعيش شخصيات جمعة عوالم مغلقة، تتنشق على الشاطئ أنفاس البحر ورائحة أسماكه، وتضطر إلى كبت مشاعرها ورغباتها، لتفيض وتتفجر بعد ذلك في زمان ومكان لا تختارهما وقد لا يتناسبان معها، وتترك للمصادفة وحدها مسألة اختيارها. كحركة ذرات المادة، تلتقي هذه الشخصيات، وتتشابك، تنّفس عن كبتها وشغفها، ليعود كل منها ويأخذ مساره وطريقه المختلف.يتابع جمعة في الجزء الثاني من ثنائيته رصد تلك التطورات والتغيرات من خلال الابن غير الشرعي لهذا الشيخ الذي يحمل جينات والده في نهج حياته السلوك التي تتكئ فيها على تناقضات في النفس البشرية، ليحط رحاله في الجزء الثاني “قمر باريسي” في”مدينة النور” باريس. جمعة الذي صدرت له روايتا “بيضة القمر” و«قمر باريسي” يرى أن الحركة النقدية في البحرين “غير متوفرة”، وما يقدم هو عبارة عن دراسات في الفكر والسياسة، وهي بعيدة عن النتاجات الأدبية. ويرى صاحب “شهرزاد الحلم والواقع”، “الصعود إلى المنحدر الرمادي”، “أبو نواس يرقص الديسكو” و«فنجان قهوة للرئيس”، أن القارئ أذكى من أن يحدد له زمن بعينه في الرواية فهو يعيش الزمن الحقيقي والتصوري من خلال سرد الأحداث. حول أبرز ملامح تجربته الإبداعية، والمشهد الثقافي البحريني، وتقنياته الكتابية، وعلاقته بالفن السابع وغيرها من الموضوعات كان مع أحمد جمعة هذا الحوار. * اتكأت بروايتك على المهمشين في المجتمع، بينما غيبت الفئة الأخرى؟ – لم اتكئ على المهمشين نتيجة خطة مسبقة ومحكمة وبقرار شخصي. أنت الآن تتحدثين معي عن دور المهمشين وأستنتج من هذا السؤال أن ثمة حيزا شاسعا لهذه الفئة التي كانت في أواسط القرن الماضي تشكل الفئة الأوسع في المجتمع البحريني وبالتالي ليس المهمشون فئة قليلة أو محصورة وعندما أعبر عن هذه الفئة فإنني أحتضن قطاعا واسعا من المجتمع الذي أنا شخصياً كنت أنتمي إليه وهو انتماء تمثل في العائلة التي كانت تعمل في البحر والصيد والغوص وتعيش على هامش حياة الرفاه التي كانت أساساً حينذاك مختزلة في شريحة ضئيلة من المجتمع وكانت الأغلبية الساحقة هي البحارة والفقراء والمهمشون، هذا فقط للتوضيح فيما يتعلق بمجتمع البحرين الذي كانت تنتمي إليه هذه الشخوص. غياب الفئات الأخرى لم يكن جذرياً ففي “بيضة القمر” وهي الجزء الأول من الرواية برزت شخصيات تنتمي إلى فئة الثراء والمال والنفوذ مثل “محفوظة” التي سيطرت على مجمل أحداث الجزء الأول وكانت بمثابة العائل للشيخ سيار ومن بعده الشيخ خلف وحتى “نعوم” التي امتد أثرها إلى الجزء التالي في “قمر باريسي” وإن كان ذلك في نطاق ضيق من الرواية لكن النسبة الغالبة كانت للمهمشين، على حد تعبيرك انطلاقا من كون هذه الفئة هي الشريحة الغالبة في المجتمع البحريني حينذاك. * كيف ترى نموذج شخصية الشيخ “سيار” المتناقضة في الحياة العادية؟ – نموذج الشيخ سيار هو نموذج الشخصية السحرية القابعة داخل ذاتها عبر كنوز من العواطف والأفكار والأحاسيس، هو الإنسان المتواجد في الواقع ويعيش في لجة السحر، هو سحر الحياة بما تحتويه من اللذة والألم والضياع والوحدة ولا وجود لغير هذه المشاعر في الشخصية خاصة عندما تكون عبر هيئة رجل الدين الذي ينظر إليه على أنه في برج عاجي ولا علاقة له بالحياة والواقع. عندما تعاطيت معه في الجزء الأول سحرني بدرجة خرج عن سيطرتي ونفذ مني إلى خارج عالم الكتابة إلى ما يشبه التلبس مما دفع ببعض الأصدقاء ممن قرأ العمل إلى البحث عن حجة للقول إنني تعاطفت مع الشيخ منذ البداية وهي إشارة إلى الانحياز إليه ولكن ذلك أبعد ما يكون عن الواقع على العكس لقد أفسدت شخصيته الوقورة وتلاعبت بها كما هو يريدها وكما كان عليه في الواقع السحري بمعنى هو الذي شكل نفسه وليست الكتابة. كان الشيخ يعيش الواقع ولا يعيشه وكان يغرر بالنساء بلا مساومة ولا خداع يتبادل اللذة معهن من خلال إشباعهن وليس من خلال استغلالهن، كانت النساء على اختلافهن يرتمين عند قدميه كالساحر الذي يبهرهن ولا أثر للمقاومة ومع ذلك لم يسعَ للحط من قدرهن فقد عشقهن جميعاً بنفس الإحساس. * هل ترى أن علاقته بهذا العدد من النساء تحتوي على عدل ومساواة؟ – لم أصف الشيخ سيار بالعادل بين النساء إلا لكونه عادلاً في استقطاب كل مشاعرهن والسيطرة على عواطفهن بما يرضيهن، ربما لم يكن عادلاً من خلال انتزاع اللذة لذاته وربما فرق بينهن في مستوى الشهوة التي تفجرها كل منهن لديه ولكن بالنسبة لكل واحدة منهن كانت على قناعة بالرضى منه وهذه عدالة نسبية، هذه العلاقة التي كانت بينه وبين كافة النساء تختلف عن علاقته بخديجة في بداية التكوين لبيضة القمر فلم تكن العلاقة إلا تلك البدائية التي انبثق منها الكائن الغرائبي الذي يقرأ الأجساد بشفافية الساحر وقد اكتسب ذلك من خلال علاقة سريالية لا ترتبط بالجسد بقدر ما هي علاقة إنسانية خارج دائرة الجسد وإن كان فيها الجسد مجرد وعاء. يقال إننا نعيش في زمن “الانفجار الروائي” كيف ترى الأدب الذي تكتبه المرأة بشكل عام، والمرأة الخليجية بشكل خاص؟ لا أعترف بهذا التقسيم المبتذل للإبداع بين نسائي ورجالي وفي المحصلة الطبيعية لا يوجد إبداع ذكوري وإبداع أنثوي، الإبداع إبداع ومن الإجحاف تكريس تقسيم المشاعر الإنسانية إلى رجولي وأنثوي، روح واحدة سواء أكانت لرجل أو لامرأة فهي حالة لا تعترف بالتقسيم المجحف للإبداع ذاته، عندما أقف أمام نتاج إبداعي لا أقرأ ولا أبحث عن الجنس بل عن الإنسان المبدع بصرف النظر عن كون رجل أو امرأة لذلك لم أتوقف طوال حياتي أمام جنس الكاتب ولذلك لم أمارس التصنيف والتقسيم لكن إن قصدت العدد والكثافة التعبيرية فهو للرجل وإن كانت هناك أسماء نسائية في الساحة الخليجية لها وزنها خاصة على صعيد الشعر. * لديك كتابات سينمائية .. كيف استفدت من هذه التجربة في إبداعك؟ – السينما هذا العالم السريالي من تدفق الصور الحية يحرضني دائماً على اكتشاف المزيد من لغة الكتابة مستوحاة من تقنية هذا الفن وهذه الصناعة العصرية الزاخرة بفنون تعبيرية هائلة، لقد استفدت منها ككتابة حيث شرعت فترة من الزمن في الكتابة في مجال النقد السينمائي وصدر لي في ذلك كتاب سينما يوسف شاهين إضافة إلى الكتابات الدورية، غير أن الاستفادة القصوى جاءت من خلال مشاهدة آلاف الأفلام الأجنبية وخاصة الأميركية ذات التقنيات المجنونة الهائلة بصور التعبير وربما لاحظت أسلوب السرد في الروايتين حينما وظفت اللقطات المتلاحقة والتقطيع “المونتاج” في الانتقال السريع للإيقاع من حقبة إلى أخرى ومن زمن إلى آخر ومن حدث إلى غيره من دون اللجو إلى الوسائل التقليدية المملة والقائمة على النقل السردي. لقد خدمتني السينما كثيراً جدا خاصة في مجل توظيف التقطيع إذ كانت طريقة المونتاج وسيلة للانتقال بين الفصول والأمكنة والأزمنة بكسر الحواجز التقليدية في السرد وربما لاحظت تلك الطريقة في تجاوز الزمن والقفز على الفترات باستخدام تقنية الفلاش باك بين زمن الروايتين “بيضة القمر” و«قمر باريسي”.

 

رقصة أخيرة على قمر أزرق

رقصة أخيرة _ صدرت اخيراً  – هل يصعب عليكِ أن تكوني مرة صعبة المراس معي، أنت تأسريني بقولك دائماً أبشر عمري. – كل ما أريده من الحياة أن أكون معك في المركب أينما أبحر وفي أي ميناء أرسى. &…

المصدر: رقصة أخيرة على قمر أزرق

رقصة أخيرة على قمر أزرق

رقصة أخيرة _ صدرت اخيراً +¦+é+¦+¬ +º+«+è+¦+¬ 17-02-2016

– هل يصعب عليكِ أن تكوني مرة صعبة المراس معي، أنت تأسريني بقولك دائماً أبشر عمري.

– كل ما أريده من الحياة أن أكون معك في المركب أينما أبحر وفي أي ميناء أرسى.

– طيب ها هو المركب يرسي في برج خليفة.

كلما أوشكت على النسيان لأفكارها السلبية التي تتسلل رغم تكرار حواراتها الذاتية مع نفسها،إلا أنه تبقى هناك ثغرة يتسلل منها الجدل الداخلي ويطغى صوتها المكبوت بالثرثرة الداخلية التي لا يسمعها، ولا يتصل بمشاعرها، فهي وحدها تسأل وتجيب ووحدها تفكر بصمت وتصل لقناعات تتأرجح بين الصبر والتلويح بالبحث عن ذات مفقودة تعرف جيداً أنها موجودة في  مكان ما على هذه الأرض التي لا يبدو في الوقت الراهن أنها الأرض التي تقف عليها ويتحدد مصيرها، فهي حتى الآن تتحرك على سطح بحر يموج بالرمال مع وحدة تسلبها جوهرها وبين حب يحبسها في غرفة بفندق، الأيام تمر كأنها نهر ينحدر عبر صخور تتأرجح خيوطه لتتواصل متعبة لكنها تبلغ غايتها، نداء البهجة يتنازعها مع رغبة البقاء في المكان ذاته، تنتظر الصدفة تحملها للواقع الذي يتحرك فيه البشر مع بعضهم البعض، كانت تتطلع للخروج للنور والتحدث للناس والتسوق بعلنية، وتمارس الجنس من دون المرور على المدن والمطارات التي تقتل الرغبة فيها والشعور برعشة الجماع، من دون أن تتظاهر أغلب المرات بالنشوة. لم تحلم بالحياة الرغدة الحالية، ولم تحلم بالمقابل بوحدة ورتابة وصمت أغلب ساعات اليوم، تتحرك في الغرف والصالات والشرفات هاربة من مرارة الليل حين تدغدغ همسات الحنين للأصوات سمعها، فلا يتناهى لها سوى صدى الشوارع تطل عليها لتكسر الرتابة بتأمل السيارات والمشاة وتفتت طوق الضجر من حولها عندما تعجز الثمالة عن تحجيم كتلة المرارة التي تغص بها، فأي بهجة مضت يمكنها أن تحتفظ بالشعور ذاته فيما بعد، فكل السعادة الخاطفة وهي تعبر بسرعة الضوء، تتمحور حول اللحظة نفسها، وسرعان ما تنبثق من الليالي الموحشة المشبّعة ببخار الرطوبة على سطح النوافذ كأنها تسكب دموع الوحدة مسببة لها الأرق، مهما كانت درجات النعاس، فالصبر يفقد ساعاته بوجه الانتظار، فتتحول الأيام والأسابيع والشهور وحتى السنين لمركب يعبر البحار والمحيطات،   ولا يصل لشواطئ أو موانئ سواء تلك التي تعلق على واجهاتها”ترانزيت”. 

حين استدارت حولها لم تر سوى الشتاء قد حل، والسماء احتقنت بالغيوم، والسحب تكاد تنزلق وتلامس برج خليفة، وهي تتطلع للسماء في لحظة شعور بانعدام الوزن كما لو كانت في فضاء بهيم، كانت بأعلى قمة البرج تسبح مع أعداد ممن ظهر على ملامحهم سأم الحياة على الأرض فصعدوا القمة لعلهم ينسون ضجر الليالي والقلق، كانت إقامتها في البرج عبر فندق أرماني قد سحرتها هذه المرة رغم تعدد أيام الإقامة فيه، ولكن عودتها منذ شهور من رحلة سيدني جعلت إيقاع حياتها يمتزج بين التشبع من جمال وفخامة الأمكنة والشوق لسطح منزل صغير يهدئ من حرقة الأضواء والموسيقي ومذاق الأطعمة التي تكون للوهلة الأولى شهية المذاق، ولكن بعد اجترارها تتحول روتينية، فتتلهي بتجويع نفسها في محاولة للعودة للتذوق من جديد، كان الشتاء أكثر حرقة في المعدة وسبباً في تصاعد ضربات القلب، عزّت الأمر في البداية إلى البرد، ولكنه لم يكن كبرد سيدني الذي أوقف كل تلك الضربات ومنحها الشعور بالطيران والتحليق دون توتر كالذي يعاودها الليلة بالذات، بعد أن هبطت من قمة البرج، وأغلقت عليها الباب وانفردت في غرفة النوم تتطلع للجوال بيدها ولجهاز اللابتوب.

– ماذا أفعل الليلة لأوقف الانحدار في أفكاري ومشاعري؟

ظل هذا السؤال معلقاً على لسانها وقابعاً في وجدانها المتجمد كالثلج، بعد أن فقدت القدرة على احتمال الصمت، كان الصبر ينفذ من حولها والساعة قاربت على الرابعة وليس من اللياقة أن تتصل به الآن، حاولت الوقوف ولكن قدميها لم تسعفانها بعد كمية الكحول التي انزلقت في معدتها وهي خليط من النبيذ والويسكي،  فبعد أن عجز النبيذ من أن يحقق لها الانغماس في التحمل وأحدث شعوراً بالتخمة، سكبت لها الويسكي لتقضي على الأصوات المزعجة التي تحرضها على الاتصال بعيسى، وتكسر الصمت وتنبذ التهذيب، وتعلن صرخة حان الوقت لإطلاقها، فلم تعد بعد قادرة على حبس نفسها في دور الزوجة اللطيفة المحبة، ماذا لو أدى ذلك لإصابتها بسكتة قلبية وهي وحدها بغرفة في فندق؟!

عندما استحال عليها النهوض من على طرف الفراش للتوجه للحمام، داهمتها نبرة حادة من غضب داخلي لم يسبق أن شعرت به، فسمحت لنفسها بالتبول وهي في مكانها، كان ذلك حجة منها تطلق به احتجاجها على ذاتها، وربما تظاهرت بالعجز عن بلوغ الحمام للإنتقام من نفسها على تجاوزها حدود الصبر.

– هل يعقل ألا أسمح لنفسي ولو باتصال منذ المساء حتى الآن؟

كان شبح النوم يحوم حولها، ثم يهرب، يطرق جفنيها ويتسلل ثم يلوذ منها تاركاً الأفكار المزعجة تلعب بعقلها الذي لم يحتمل تساؤلات قلبها الذي تتسارع ضرباته مع كل كأس تتجرعه ومع كمية السجائر التي استهلكتها منذ بداية المساء، لعل صعودها الليلة قمة برج خليفة وإحساسها بأنها ليست على الأرض هو الذي أوشك على إخراجها من حالة الصبر المقبولة لتقحم درجة تحت الصفر في التحمل، ماذا تريد بالضبط الآن؟

  • الرواية في معرض البحرين الدولي للكتاب ابتداء من الخميس 24 مارس بمتحف البحرين

العشق بركة الله بين الناس في رواية الخراف الضالة

العشق بركة الله بين الناس  في رواية الخراف الضالة   مع الناس جريدة الايام   بقلم :اسحاق يعقوب الشيخ الخراف الطائفية الضالة حركة الأدب ترتبط بحركة الواقع المادي والفكري.. الذي يعيشها الاديب ا…

المصدر: العشق بركة الله بين الناس في رواية الخراف الضالة

العشق بركة الله بين الناس في رواية الخراف الضالة

 

العشق بركة الله بين الناس  في رواية الخراف الضالة

 


الخراف الضالة - رواية

مع الناس
جريدة الايام

  بقلم :اسحاق يعقوب الشيخ

الخراف الطائفية الضالة

حركة الأدب ترتبط بحركة الواقع المادي والفكري.. الذي يعيشها الاديب البحريني في مملكة البحرين.. ومنذ اكثر من عامين لم يكن الواقع المادي والفكري في المجتمع البحريني على ما يرام.. فقد كان عنف الارهاب والتخريب على خط الواقع المادي والفكري في البحرين: فأين كان المبدع البحريني من عسف العنف الطائفي.. وردة فعل هذا العنف الطائفي؟!.

استطيع ان اقول مطمئناً ان الأديب البحريني بشكل عام لم يأخذ دوره الأدبي على الوجه المسؤول في تحريك الروح الأدبية الابداعية تجاه واقع العنف الطائفي الذي يضغط على حياة الناس في المجتمع.. حتى اولئك الشعراء والأدباء والكتاب البحرينيين الذين يأخذون رواتب تفرغ في انشطتهم الادبية لم يُحركوا ساكناً لا شعراً ولا قصة ولا رواية ولا مسرحية كأنهم في صمتهم الادبي والفني المطبق يُساكنون وجدانية العنف والارهاب بوجدانيتهم الخاوية في قلب الطائفية!!
فأين الشاعر الحداد.. والكاتب النجار وأين… وأين… وأين… من الذين تقرفصوا قواقع الذات واطلقوا شخير نومهم في العراء كأنهم امام حريق الطائفية الذي يأكل يابس واخضر الوطن لا يعنيهم في شيء!!.

واني إذا اشدُ على يد زميلنا الاستاذ احمد جمعة الذي شمر عن ساعد وطنيته الادبية والابداعية ونزل بمبضع ازميله الادبي في قلب الارهاب الطائفي على ايقاع سرد رواية جميلة اطلق عليها اسم «الخراف الضالة» وهو ما يتمثله الاديب احمد جمعة خيالاً تراثياً: ان المسيح جاء هادياً لضلال بني اسرائيل اولاد ابراهيم بالجسد اذ انهم ضلوا الطريق بسبب قيادتهم الدينية التي تلتزم بحرفية الناموس فابتعدوا عن الطريق الصحيح!! وهو ما يأخذ دلالة رمزيته في عنوان الرواية «الخراف الضالة» وكون ان سوائم الغوغائية الطائفية بخرافها ونعاجها تراهم سادرين ضمن حرفية ناموس الطائفية خلف قيادتهم الدينية فابعدوا وابتعدوا عن الطريق الصحيح
فالادب في حرية ابداع استدلالات خيالاته وفي استجلاء التراث وقراءة الواقع في وهج الخيال!!.

رواية «الخراف الضالة» تتجاوز 400 صفحة لناشرها: دار الفارابي ببيروت – لبنان.. ولا يمكن لكاتب عمود في جريدة يومية ان يُغطي في نقده مجمل تفاصيل فصول الرواية!!.

ان فكرة الرواية تتناول في جوهر سردها ازمة الأحداث الطائفية التي تمر بها مملكة البحرين.. وقد تجلى الخيال جميلاً في متناول سرد احداث الرواية وقد توصفت كونها «رواية عن الواقع الخيالي» واحسب ان التوصيف فقد الدقة: أهو واقع الخيال.. ام خيال الواقع؟! واني ارى بالقول: خيال الواقع وليس واقع الخيال!! فالتخيل للواقع وليس الواقع للتخيل.. فالمبدع يتخيل الواقع وليس الواقع يتخيل المبدع تماماً فالابداع تخيل للواقع.. وليس الواقع تخيلا للابداع!!.
وتكمن اهمية الرواية في استجلاء ما هو جميل في الحياة… وادانة ما هو قبيح فيها وفي المفاضلة بين العام والخاص جمالية عموم المواطنة وخصوصية القبح الطائفي… وتأخذنا الرواية على ايقاع علاقة حب حميمي بين زهرة وحمد.. علاقة حب بين بحريني وبحرينية تناضجت واستوت عناقيدها في وهج المواطنة رغم انف الطائفية بين زهرة الشيعية وحمد السني.. كأن الرواية تشعرنا بان مشاعر المحبة بين الناس في المواطنة تجتاح المشاعر الطائفية وتأتي على دابرها وكأن الحب شرطها.. وهو ما نراه في ظاهرة التزاوج بين الشيعي والسنية وبين السني والشيعية.. انها رياح عشق الانسان للانسان التي تجتاح رياح الطائفية البغيضة في بحرين المحبة!!

وكانت زهرة الولوعة المتيمة بحمد.. تأخذ حمداً طيفاً إلى صدرها في هدأة وحدتها وترتطم مشاعرها غضباً وكراهية «على اصوات الفزع والاضطراب التي تتداخل في اصوات الطلقات النارية وفرقعات مسيلات الدموع التي تتوالى طوال اليومين والليلتين الماضيتين.. تسمرت امام المرآة جاحظة العينين ساهمة النظرات يطبق عليها وجوم الكآبة الشديدة التي سببتها الاصوات المتداخلة للعربات والطلقات والصرخات المنبعثة مع ولوج القوى الأمنية في القرية» فالحب في أمنه وسعادة محبيه وفي تجاذب سلمه.. وكلما طاب السلم في المجتمع كلما طابت فاكهة المحبة ودانت لذائذ أُكلها بين الناس!!.

وكانت رسالة الترسل الادبي والفكري في رواية «الخراف الضالة» تضع نقاط حروفها على جروح الكراهية الطائفية التي تقطع حبال المحبين بعد الوصل ارباً ارباً من خلال زرع الفتنة في المجتمع البحريني وكأن العنف الطائفي قد صرم حبل وصل الحب بين زهرة وحمد فقد دخلت زهرة السجن.. وكانت زهرة ناشطة حب وليس ناشطة ارهاب طائفي الا ان ردّة فعل اجهزة الدولة امام العنف الطائفي – احياناً – تتجاوز الدقة في القبض والاعتقال!!.

لقد حال عنف الطائفية بين زهرة وحمد.. كما حال عنف العنصرية يوماً بين ريتا ومحمود.. وكأن حمد يُشطر شعر محمود درويش:

بين زهرة وعيوني طائفية

والذي يعرف زهرة

ينحني ويصلي في العيون العسلية 

انها الطائفية الشمطاء تكشر عن انيابها الصفراء.. وتسد طريق الوصل والتواصل بين زهرة وحمد: «ومع تفجر طلقات مسيلات الدموع واندفاع عدد من دوريات الأمن بسرعة هائلة بعضهم صعد إلى الارصفة من الشارع المقابل والبعض الآخر تقدم من طابور السيارات المتوقفة عند المدخل الرئيسي للقرية وطلب من السائقين الابتعاد عن منطقة الاحتكاك اثر بروز اعداد من الملثمين الذين راحوا يقذفون دوريات الشرطة بزجاجات الملتوف الحارقة التي ما تكاد تسقط على الأرض حتى تشتعل عند اقدام الشرطة الذين بدأوا بإطلاق قنابل المسيل للدموع».
وتعطلت زهرة في سيارتها مخنوقة بالمسيل للدموع.. ولم تستطع ان تصل إلى حمد.. أي جريمة يرتكبها الطائفيون واذنابهم ومرتزقتهم الذين يعطلون مجرى عذب الحياة بين عاشقين بارك الله بمحبته عشقهما!!.

وفي الاثر: «العشق بركة الله بين الناس».

 

 

 

صدرت رواية ( رقصة أخيرة على قمر أزرق)

أحمد جمعة رقصة أخيرة على قمر أزرق    Final Dance on A Blue Moon BY Ahmed Juma الرواية هي القسم الثالث من ثلاثية القمر، (1) بيضة القمر – (2) قمر باريسي – (3) رقصة أخيرة على قمر أزرق الإهداء… إ…

المصدر: صدرت رواية ( رقصة أخيرة على قمر أزرق)

صدرت رواية ( رقصة أخيرة على قمر أزرق)

رواية 669

أحمد جمعة

رقصة أخيرة على قمر أزرق

   Final Dance on A Blue Moon

BY Ahmed Juma

الرواية هي القسم الثالث من ثلاثية القمر، (1) بيضة القمر – (2) قمر باريسي – (3) رقصة أخيرة على قمر أزرق

الإهداء…

إلى كل أبطال الثلاثية..

بيضة القمر، قمر باريسي ورقصة أخيرة على قمر أزرق

( الجنة مكان بارد، شأنها شأن النار)

 من كلمات الشيخ سيار

إعلان من المؤلف..\

* أحداث هذه الرواية من نسج الواقع الخيالي وأي تشابه في الأسماء والأماكن والوقائع فهو بمحض الصدفة….