الشهر: ديسمبر 2014
صباح الخير 2015
ملفى الأياويد ( مقطع من فصل يصدر في مذكرات احمد جمعة) كتاب يروي السيرة السياسية منذ الطفولة حتى المحاولة الانقلابية يصدر قريباً
ملفى الأياويد ( مقطع من فصل يصدر في مذكرات احمد جمعة) كتاب يروي السيرة السياسية منذ الطفولة حتى المحاولة الانقلابية يصدر قريباً
ملفى الأياويد ( مقطع من فصل يصدر في مذكرات احمد جمعة) كتاب يروي السيرة السياسية منذ الطفولة حتى المحاولة الانقلابية يصدر قريباً
ملفى الأياويد ( مقطع من فصل يصدر في مذكرات احمد جمعة)
كتاب يروي السيرة السياسية منذ الطفولة حتى المحاولة الانقلابية .. يصدر قريباً
******************************************************
( ملاحظة) خلال نشر الكتاب سيشار للأسماء الحقيقية
خلال هذه الأحداث كن على تواصل دائم بالعديد من الفعاليات التي ساهمت في حشد شارع الفاتح واذكر هنا وخلال الساعات الأولى لبدء التجمع في ساحة الفاتح بأننا حشدنا كل الإمكانيات وشاركنا الجميع من نساء وأطفال وشيوخ وعجائز وظهرت الروح الوطنية في كل فرد من أفراد شعب البحرين الوفي، وأتأمل اليوم بعض الحالات التي كانت حينذاك بمثابة تحول في الوعي وفي الإدراك لدى أهل البحرين، فعلي سبيل التدليل تأملت كيف شاركت عائلتي بأجملها في الحدث، زوجتي وابنتي الصغرى انظمتا لمجموعة نساء المحرق وعراد وقلالي في الساحة منذ الساعة الثانية ظهرا وولدي الأكبر فهد والأصغر فيصل، وخاصة ما يتعلق منها بدعم سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء، وأذكر في هذا اليوم بالذات وفي الساعة الثالثة ظهراً هاتفني فهد من هناك وأخبرني بأن احد أفراد الأشخاص منعه من توزيع صور الرئيس فأخبرته بدون تردد وزعها ولا تخشى شيئاً هل ألا يعلم هذا المخبول صور من هذه؟ وفي أي موقف جلل نحن اليوم، كنت حتى ذلك الحين بمكتبي مع أبنتي الكبرى أدير الاتصالات من غرفة عمليات مجهزة بكافة التقنيات المعدة سريعاً لمثل هذا الموقف الهائل تساعديني بقدر المستطاع ولا أخفي هنا سعادتها بهذا العمل وقد كانت في غاية الحماسة والصلابة ولم أكن أرى في وجهها الذعر والخوف والقلق الذي صاحب غالبية سكان البحرين في الأيام الأولى لاندلاع أعمال الشغب والعنف وتهديد المواطنين وإرهابهم، لقد نزع هذا اليوم الفزع والخوف من نفوس البحرينيين الشرفاء وأوقد حماسهم للخروج ومشاطرة بعضهم البعض مهمة إنقاذ البحرين من أيادي الشر الذي يحدق بالوطن وأبنائه، بعد ساعتين من ذلك لم أتمكن من منع نفسي من الخروج لمشاهدة الحشود، فأسرعت بإنهاء الاتصالات المهمة التي تمت أغلبها بالتوفيق خرجنا أنا وهي، ورغم الحشود التي سدت الشوارع تمكنت من الوصول حتى فندق الخليج.
هناك أريد أن أشير إلى ظاهرة التقطتها وحفظتها منذ تلك الساعات التاريخية الحاسمة في تاريخ البحرين، وهي أن الجميع من فئات الشعب الوفي من البسطاء والفقراء والمعوزين ممن لم ينتظروا أجراً على ذلك، من نساء ورجال وأطفال شيوخ وشباب، تسابقوا على تقديم العون للبلاد من منطلق شعورهم بأن وطنهم يوشك أن يضيع، بعكس البعض من المسئولين من وزراء ونواب وبالأخص أعضاء الشورى الذين تواروا وانعزلوا وبعضهم حتى سافروا.
بالعودة للوراء قليلاً وعند نقطة تفجر المظاهرات ابتداء من 14 فبراير 2011 بدا واضحاً لي أن ثمة خوف وشكوك لدى كثيرين من رجال المال والأعمال والتجار، سمعت أن ( ف م ) وهو معروف لدى الجميع، بأنه زار رئيس الوفاق في منزله والتقى به وعندما بحثت عن مدى صدقية تلك اللحظة أخبرني الصديق ( س ح ) بأنه التقى به خارجاً من الباب حيث كان الآخر يجري لقاءاً صحفياً مع رئيس الوفاق حينها لاستشفاف إلى أين كان متجهاً في تصعيده للأحداث، بعدها بدا واضحاً توجه رجال الأعمال ومنهم ( ف ج ) لدعم ما يظنه ثورة إذ ذهب بعيداً في ذلك الموقف من خلال قيام المذكور يتغطية كل احتياجات المحتجين بالمؤن وخاصة في اعتصامهم بدوار مجلس التعاون وكان يقوم بتمويل الدوار بكل الاحتياجات وانجر أيضاً الدكتور ( ع ف ) الوزير السابق والذي يعتبره البعض مفكراً إلى تلك الجوقة من خلال الندوات التي يعقدها في الدوار وقس على ذلك الكثيرون ممن جرفهم التيار إلى تلك الدائرة النارية وهو ما يفسر شكوكهم بأن النظام ينهار وأن ثمة احتمالية بسقوطه ونجاح “الثورة” وبالتالي لابد من خط رجعة لهؤلاء الانتهازيين وقد بلغ الأمر وقتها الحديث عن ع ف مرشحاً لرئاسة الوزراء مع تردد نغمة الإعلان عن الجمهورية التي أطلقها حسن مشيمع، كان واضحاً بكل جلاء أن هناك من هؤلاء التجار ورجال المال والأعمال والوزراء السابقين وغالبية أعضاء مجلس الشورى وخاصة من الطائفة الشيعية بأنهم كانوا ينتظرون سقوط النظام يستلهمون هذه الرؤى مما جري في تونس وليبيا ومصر واليمن وغيرها من الدول التي اجتاحها ما يسمى بالربيع العربي، كانت هناك طبعاً فئات من الصحفيين والمثقفين والكتاب وبعضهم كان صديقاً لي انغمسوا في لعبة الثورة المزيفة وقطعوا الصلة بي بل بعضهم قاد حملة شرسة ضدي وضد بقية الكتاب والصحفيين الوطنيين ومن أبرز هؤلاء الانقلابيين وأسميهم هكذا لأنهم لم ينقلبوا على النظام فحسب بل على أصدقائهم ومن أبرزهم الكاتب ع ف الذي لم يتورع من اطلاق قائمة أسماها قائمة العار أدرج فيها كل الكتاب والصحفيين الوطنيين ومنهم أنا وسعيد الحمد وسوسن الشاعر، تلك الكراهية نبعت من فوهة الثورة المشوهة المزعومة والتي كانت شرارة الطائفية بكل مضمونها الذي انبعثت رائحته من الدوار المشئوم، لا أعرف في التاريخ ثورة ارتدت الكراهية لغالبية الشعب ولا توجد ثورة تعلق المشانق للوطنيين ولا توجد ثورة ترتدي العمائم ويؤمها اليسار والبعث والقوميين العرب، كانت كوكتيل من التخريب والعنف والمرارة التي أودت بالوحدة الوطنية للهاوية وفتحت أبواب الحجيم على هذا الشعب المسالم المعتدل تلك حكاية ما مرت به البحرين في عام 2011 باختصار.
يوم منعت بيضة القمر
يوم منعت بيضة القمر
يوم منعت بيضة القمر
عندما منعت رواية (بيضة القمر) كان ذلك تحريضاً لي بالاستمرار في التواصل مع جذور الحدث ذاته عبر مضمون الرواية الذي جسد مجتمع المهمشين والفقراء في البحرين منذ بداية القرن الماضي، فدفع بالحدث للتنامي في ثلاثية القمر التي جاءت بعدها رواية (قمر باريسي) ثم (رقصة على قمر أزرق) التي تنتظر الطبع
كان الهجوم الهمجي من بعض رجال الدين على الرواية ومنهم رجل الدين نظام يعقوبي الذي هاجم في خطبة له يوم الجمعة الرواية من دون أن يقرأ منها جملة واحدة بحسب تعبيره هو وانما اعتمد على ما نقل اليه عنها!!! حافزاً لتناول بقية الحدث حتى آخره في الرواية التالية
هكذا يستمد المؤلف تحريضه على الكتابة كما يستمد التحريض ذاته من خلال ردة فعل الآخرين كتاب ونقاد حينما يشاد بالرواية من جهة أخرى وقد كتب الصديق الروائي ابراهيم نصرالله يومها في جريدة الدستور الأردنية رأيه الصريح الذي عبر عن ترحيبه بالرواية ما له الأثر في التحريض على الاستمرار
هكذا تنمو الحالة التحريضية للكاتب من المنع والمصادرة والهجوم والإشادة
روى الناقد ميغيل فرنانديز براسو عن عزلة غابرييل غارسيا ماركيز ….
روى الناقد ميغيل فرنانديز براسو عن عزلة غابرييل غارسيا ماركيز ….
من رواية [يسرا البريطانية] “باخ” يسكب موسيقاه
من رواية [يسرا البريطانية] “باخ” يسكب موسيقاه
من رواية [يسرا البريطانية]
“كانت ليلة السادس عشر من يناير تلك ليلة ساحرة، بل ليلة نورانية” بتلك العبارة روت نجوى لأهلها في الكويت فيما بعد عن قصف الزبير، كان العام 1991 منعطف ولدت فيه أسرة جبار مرة أخرى، وبدأت منه رحلة طويلة قاسية مع محنة التشرد تدريجياً، فمنذ تلك الليلة لم يعد الزوج أو الأب جبار الشريف للزبير اختفى بلا علم، كان يوم انتهاء المهلة النهائية التي منحها العالم للعراق للانسحاب من الكويت يوم غائم وشديد البرودة وقاسياً على الأسرة التي تمزقت بين أم كويتية تريد تحرير أرض أهلها، وبين ولائها لزوج يقاتل ضد إرادتها، كانت ترى في الحرب اختباراً لعواطفها وهي ترى بأم عينيها طائرات قوات التحالف الدولي تشن حملة جوية مكثفة وواسعة النطاق شملت أرض الزبير كلها “هكذا رأيت يومها صورة الحرب لأول مرة” بعكس والدتها التي رأت في تلك الطائرات أمل بعودة أهلها لديارهم، كانت الأحاسيس ممزقة حتى النخاع، الطفلة ترى الحرب في الزبير والأم ترى الحرب في الكويت، والأب يرى الحرب الثانية بعد إيران على أنها حرب الكرامة، كل رأى الحرب من زاويته الواسعة أو الضيقة، سيان ما دامت الحرب حرب، يسرا رأتها ألوان تظلل المكان من الشمال إلى الجنوب” طمست مشاعري الجياشة في البداية كنت غير مكترثة” ثم سرعان ما طفت مشاعر الخوف، ظلت تنتظر فراس يأتي من الجبهة لتحضنه وتقفل عليه باب الدار حتى لا يخرج ولا يعود كما حدث لوالدها.
كانت طائرات العالم تقوم بمعدل 2،555 غارة يومياً. أُستُخدم خلالها 60،624 طن من القنابل، وكان لإعلان الإذاعة العرقية أن “أم المعارك قد بدأت”، من حينها انتهت حياة الأسرة الجبارية، كان الموت يمشي على أقدامه يبذر الفجيعة أينما يرى بشر على الأرض، في هذا المناخ الأسود تسللت الرومانسية وعالم الخيال الواسع من عقل الطفلة وزرع مكانها امرأة مذعورة على أسرتها تخشى الضياع.
كانت القنابل الذكية والقنابل العنقودية وصواريخ كروز، تبدو وسط سماء ليل الزبير وكأنها ألعاب نارية للطفلة التي فهمت أن وراء ذلك موت الكثيرين وقد يكون من بينهم والدها ولكنها لم تعلم بما سيجري خلال السنوات العشرون القادمة.