شخصيات ضوئيّة، غرائبية، الرواية تروي عوالم ذاتيّة وموضوعية غريبة تشيء عن حيوات متناقضة داخل كل شخصية، فتبدو خرافيّة مع أنها نبتت في الواقع الراهن الذي وُلد من رحم الماضي السحيق، الذي يعود لعصر تجارة الرقّ، عندما وصلت سفن وقوارب تجار تهريب الرقّ موانئ وسواحل الخليج، تغرُّف الأطفال والنساء والرجال، ليقوم متاجرون محليون واستعماريون متخفين، بتوزيعهم كرقّ. فكان هناك الجدّ سالم الحلو، جاء شابًا مع غرباء سرعان ما تحولوا لأجداد وآباء، يباع ويُشترى فيهم، حتى يستقر أحدهم بدار وجيه من الوجهاء حينها.
هناك هنيدة الطفلة التائهة التي اكتشفت نفسها، بلا أرض، ولا سماء، دون أسرة أو ذكريات، في عالمٍ غريب، سرعان ما تنخرط مع غيرها في العمل كخادمة وهي ما زالت طفلة، ليتكوَن عبر هاتين الشخصيتين عالم جديد، يشهد تناسل أبناء وأحفاد منسلخين عن واقع الحياة اليومي المُترع بتفاصيله وبالترهات. واقع شخصيات كصباح فضل بن علي، وفرج سالم الحلو مع جده سالم والوجيه راشد بن خميس. هذه الشخصيات تشكل هي ذاتها سببًا في نشوء أسرة متفرِّعة، وفي الوقت ذاته متطاحنة، مكونة نسيجًا من التائهين الذين يبحثون عن ذواتهم ضمن دولاب الضياع والألم والذل. فهم أنفسهم باعثًا في تدمير حياتهم، يبرز التفاوت في سوء الفهم بينهم بعضهم بعضًا من جهة، ومن جهة أخرى العالم الضبابي، لتبدو الحياة في ومضةٍ أقل هيمنة من التناقض الذي ينقض عليهم جميعًا ويجسد بمرارةٍ عذاباتهم وهم يحملون داخل رؤوسهم ذكريات عبوديتهم من قاع عالم الرقّ، الذي خرجوا منهُ ونالوا حيرتهم بدلاً من حريتهم، فليس شرط أن تتحرّر من السيد حتى تضحى حرًا.
هذا ما توصلت له شقيقتهم الصغرى نسيمة، عندما لم يفهموا كيف يفكوا قيودهم الداخلية، كما هو حال الآباء والأجداد والأجيال التاليّة باستثناء نسيمة التي تمكنّت من فكِّ قيودها، لأنها تمرّدت وتحرّرت نتيجة خطيئة تبدو في عيون واجهة المجتمع خطيئة كبرى لا تغتفر. تلك هي حقيقة أزمة فهم العقل البشري وعجزهِ في ذات الأفق عن إدراك مغزى ما جرى، فهذه الأسرة قاطبة تعيش داخل فرد منها أكثر من شخصية، تبرز كلّ ذات منها بشكل مستقل عن الآخر في مواقف حاسمة من الحياة، تبرز أكثر من شخصية في ذات الوقت، ضمن تعقيد متعقد ومتمرِّد على الفهم. كنسيمة الابنة المشكوك في نسبها. وصباح عضو المحكمة الدستورية، الذي تقلّب على الواقع كما على الجمر، وتغلَّب عليه، ورفض الولاء الأعمى، تعاسة الوقائع المُتشابك والأزمات، كانت سببًا في تغيير الواقع من راكدٍ إلى مُتحرك. كما شكّل حافزًا في إيقاظ الحبّ النائم كالفراخ في الضباب، وقاد لومضاتٍ وطفراتٍ من السلام الداخلي مع الذات…بعد تَحطُّم الأحلام الكبيرة على صخرة المنافي الشتائية والإقصاء..
حطّ طائر صغير، بنافذتها بتلك الصبيحة الرتيبة إثر ليلة ماطرة اشتدّ على إثرها البرد، لَوَن الأفق، شطر السماء لقطعتين من السحب، انتحلت الأولى هيئة لسان نهر التيمز باللون الرصاصي القاتم، والقطعة الأخرى، هيئة ورقة العنب المصفحة باللون الرصاصي المائل للسواد، ولأن الليل ما زال يطبع الوقت بصداه رغم بزوغ الفجر، فقد أيقظها صوت الطائر الشرشور، وذكَّرها بصوتِ الحسون الوردي الذي سافر معها من حافة سماء الزبير لأطراف برج الحمام بحلب، خُيِّل إليها أنهُ يحمل رسالة من جبار الشريف” ماذا يريد أن يوصل إليّ هذا الحسون في هذا الوقت المُبكِّر من الفجر؟” تساءلت وهي تهم بترك النافذة التي يتسلل من أطرافها برد مدينة “كينغستون” لاحقها الكسل والبرد والشعور بالخمول، ودّت لو يكون اليوم إجازتها لتبقى في الفراش تتأمَّل هذا الطائر الوحيد الضال وهو من فصيلة “الفينش” الانكليزي (finch) الشرشور بلونه البني القاتم، مع لون ظهره المائل للبني الفاتح وبرز صدره باللون البني الغامق، أما أسفل بطنه الصغير المدبب فقد اكتسى باللون الكستنائي، بينما اتخذ رأسه اللون الرمادي، وبدا اللون الأسود يطبع منقاره وجناحيه، تأملته كما لو كان إنساناً راحلاً من موطن لآخر، ربما رسمت من خلاله رحلتها الطويلة من الزبير إلى حلب مروراً بالحدود التركية والبحرين ثم دبي وانتهاء “بكينغستون” كانت الصورة دقيقة وعميقة سبرت غور الأزمنة كلها وعبَرت الأمكنة بمطاراتها وحدودها وحقائب وتأشيرات وما صاحبها من سجون وتحقيقات، اختزلت ذلك كله في دقائق الصباح، الذي رأت فيه هذا الطائر المرهق من أهوال الطقس وكأنهً استقر في محطته عند نافذتها في هذا الوقت بالذات، شبهت رحلته برحلتها وابتسمت تتأمّلهُ، ودّت لو تمسكه وتمسح عنهُ التعب.
عادت من الحمام لتزيح الستارة عن النافذة، فوجئت به منكمش وقد التحف البرد الذي لم يرغمه بالتوقف عن الزقزقة، كان صوته يخفت ويعود وكأنهُ يودّ التأكيد على صموده “ما الذي يرغمه على البقاء والتشبُّث بالنافذة؟” ارتدت روب الحمام الأبيض القطني الذي استعارته من الفندق قبل مغادرتها إياه، ونظرت للساعة التي كانت تشير إلى الخامسة وسبعة عشرة دقيقة صباحًا.
في زمنٍ ماضٍ عتيق يكمن وراء اسطورة غباريّة، أقام دكتاتور حكم مملكتهِ الخرافية بلا دستور أو عُرف، اعتبر نفسه وكيل الله بالأرض، قوانين وفرمانات إلهية طرّزها بآياتٍ من الدم بمملكة تحكَّم بالنهار والليل، فلو كان بيدهِ لمنع أشعة الشمس من البزوغ. يرى ظلام الكوّن وسيلةً ربانية لجعل سكان المملكة في عمّى شامل حتى لا يرى بعضهم بعضًا، منع ايقاد القناديل في الليل… حظَر التجوال…منع ارتداء النظارات السوداء…إ
فكما يكون الإنسان سببًا في إنقاذ حياة الآخرين، فهو كذلك سبب في دمار حياتهم! ذلك التناقض الغرائبي النابع غالبًا من نظام دكتاتوري، يرى الكون مجسدًا في عرشه. يقابله شعب عموده العبودية، يُحكم بسلطةٍ دينية بوليسية، ذلك يؤكِّد مرة أخرى على صعوبة فهم العقل البشري، بين خضوع طوعي لسلطةٍ دينية باسم الإله، وبذات الوقت محاولة تمرّده على السلطة البوليسية رغم تمازجهما في نظامٍ شمولي ديني بوليسي، قد يبدو ذلك معقدًا ولكنه أمام مواجهة ثورة مكبوتة يكمن لغز الدكتاتورية. والإعجاز بنفسِ الوقت عن مقارنتها لارتدائها ثوب الدين، فنحن أمام ذلك التناقُض نحمل في داخلنا أكثر من شخصية، تعكس كلّ واحدة منها بشكلٍ منفصل لغزًا أمام العقل في أوقات معينة، وقد تظهر أكثر تعقيدًا في أوقات معينة، وفي أكثر من شخصية للدكتاتور من ناحية، وفي الإنسان المقهور من ناحية أخرى. تعقيد متشابك وعصي على الفهم. هذا هو محور رواية خريف العرش…
كعناقيد الثلجِ عندما يحين وقت ذوبانها، كذلك رحلة الغوص الطويلة التي تمتدّ لشهورٍ أربعة من فصل الصيف وحتى مطلع الخريف حيث تشهد أسطورة الحياة والموت في حقبة الفقر والمجاعة من أربعينيات القرن الماضي في البحرين.
تحكي الرواية بألمٍ مختزل:
رحلة الغوص لجنيّ المحار، طويلة شاقة، تروي حكاية غواص وصديقه، يقضيان شهور الغوص الأربعة في قلب البحار، منعزلين عن العالم، يروي أحدهما حكايته مع زوجته الجميلة الأخاذة بتفاصيل شفافة، مما يزرع في عقل الآخر الذي لم يسبق أن التقى بامرأة أفكار ومشاعر جياشة تبلغ ذروتها بالولوج في عمق العلاقة حتى يبلغ مرحلة عشق زوجة الآخر من خلال ما يرويه صديقه عن مغامراته العاصفة والمثيرة مع زوجته حتى يصل لمنعطفٍ محموم لا يستطيع مقاومة الاندماج الكلي مع المرأة عبر ما يسردهُ الآخر عن جسدها وعاطفتها ورغباتها إلى أن يُفكِّر بالاستيلاء عليها عبر التسبّب في موت صديقه المسئول عنه في الغوص عندما يتركه يغرق ليعود إلى اليابِسة بعد شهور العزلة الطويلة في البحر ويبدأ قصة أخرى معها…
تجري احداث الرواية في بدايةِ أربعينات القرن الماضي إبان الحرب العالمية الثانية، في مجتمع البحرين الخليجي، بذروة محنة الكساد والموت الرخيص، في أطار مدينة رمادية ساحلية تعتمد في حياتها على صيد السمك والغوص بحثًا عن اللؤلؤ، مدينة موبوءة بالفقر والمجاعة والعواصف والمرض والاستغلال الذي يدفع ثمنه الغواصين الرمادية وهم يلقون حتفهم خلال وجودهم في البحر ويُدْفَنون فيه قبل العودّة إلى اليابِسة، يتزامن ذلك مع الخيانات الزوجية من قِبل نساء معوزات لا يملكنّ ما يسدّ رمقهن بغيابِ أزواجهن في رحلة الغوص.
شخصيات غرائبية ترويها الحياة نفسها بتناقضاتها ضمن عوالم ذاتية وموضوعية غرائبية مستوحاة من حيوات شخصيات متناقضة، كل شخصية تبدو خرافيّة مع أنها وليدة قاع المدن الرمادية التي يتيه فيها الإنسان في تفاصيل الوقائع التي تصادرنا وقبلها تطاردنا، فالشخصية الرئيسية حمد زهران تمر حياته أمامه منذ الطفولة حتى الشيخوخة وكأنها كومة أحلام عاطفية وسياسية وطموحات بالوصول إلى النجوم عبر الثورات العلاقات العاطفية، ،لكنه يصطدم بالواقع الذي لا تسهل فيه تحقق الثورات، كما جرى معه في أحلامه مع الثورة الفلسطينية التي أكلت نفسها وثورة ظفار التي ووئدت وموت الجمهورية الماركسية في عدن، بذات القدر الذي تصعب فيه نجاح ثورات الحبّ والجسد وديمومتها، لتولد منه الآلام والمتاهات والضياع في أطياف المدن المتعدِّدة، بين المنافي والأوطان وقاعات الترانزيت كالكثيرين ضمن دولاب العالم الذي يضج بالثورات والنجاحات والإخفاقات…
تولد الكوابيس بدلاً من الأحلام فتتحوَل لعالمٍ غرائبي يولد من رحم ماضي سحيق يعود لحقبةِ الطفولة، حين كان الاعتقاد أن الموانئ هي نقاط انقاذ تحملنا على الصمود في وجه الرياح، لنكتشف أن العواصف لها مدارها الذي لم تأخذها الاحلام بعين الاعتبار، مما يوسّع ويضيّق مدار الأحلام وهي تضمّ مع حمد زهران شخصيات مكّملة للأحلام في الثورات والعواطف، مكوِّنة نسيج من التائهين وهم ينقبون في أنفاق الحياة عن ذواتهم ضمن مدار الضياع والألم والذل، كما لو كانوا هم من يسعى لتدمير حياتهم بينما يحلمون بالحياة المتخيّلة، ليبرز التفاوت في العالم الضبابي لتبدو الحياة في كمضةٍ تمضي مع عذاباتهم وهم معجونون في ذكريات للمدن والمطارات والموانئ والمنافي من قاع عالم، بحثًا عن حريتهم، حتى تكاد تبرز ذروة الصدمة مع الأحلام، لتصل للانتحار كما جرى مع حمد زهران وفدوى حنا منصور، وجوري الصوري، وثوار ظفار وفلسطين، وعشاق لم يبلغوا أحلامهم لكنهم ظلوا يتسلقون ولم يفهموا سوى مغزى واحد، هو الحلم الذي لابد وأن يتحقّق يمثل حمد زهران بعد تخلصه سريعًا من عالم الطفولة إلى شخصية الثوري والكاتب والعاشق، ضمن حياة تلوح باحتفالية غرائبيّة، حيث يخوض محاربة الظلم والفقر وينظم لقائمة المهمشين ولكن كمحارب وليس مذعن للواقع، ضمّ معه الصديق والرفيق والحبيبة والعاشقة، والزوجة وهو يمسك بأحلامهِ منذ الطفولة وحتى الشيخوخة خشية أن ينزلق للعدم، انفصل عن العالم لكن لم يخبي حلمه بالرحلة بمجملها وهو يرى الأحلام تقترب وتبتعد ولكنها لا تموت…
تروي رواية “شاي مع ماريو فيتالي: للروائي البحريني أحمد جمعة وهي تعالج تجربة واقعية، تكاد تشم ريحها مع كل حدث – المعقول منه وغير المعقول. تجد نفسك أمام مجموعة من اللاجئين مختلفي الدوافع، تجد “ماريو” الكهل الإيطالي، عنصري النزعة، تجد “ليلاف الكردية” الفارة من عفرين، بما تمثله من: أولا: تسليط على قضية الكرد، ثانيا: ويلات الاحتلال، وأخيرا: شعور المرأة تجاه كل القضايا المتناولة في الرواية.. تجد الضحية والجلاد في مواجهة واختلال واضح للصورة وميزان العدالة.
أثار إعلان نُشِر في صحيفتي الجارديان ونيويورك تايمز، حوْل عرض مُخَفَض، تحت يافِطة، special offer عن بيع فضاءات دول ذات سيادة، بحاجةٍ لتغطيّة مالية بسبّب الإفلاس…أثار العرْض شهيّة كثير من مليارديرات العالم، منهم جيف بيزوس النَهِم للسيطرة الجنونيّة، تَقدَم بعروضٍ سريّة، للجهة التي تُدير المشروع، عندما قرأ محمد جاسم المحامي المُقيم في لندن الخبر، اتصل بهاشم صديقه، وطلب رقم هاتف أحمد القرمزي، بعد أن عرف أنه تمكن من الاستحواذ على قطاع واسع من القراء بمقالاتهِ الناريّة في مجلة “هيومن فوغ”.
“لا تورّط القرمزي بفخٍ أكبر من حجمهِ، يكفي الرجل أنه يُطارد ديكة بحجم قنبلة نووية”
العمل ألقى الضوء بشكل مباشر وصريح على الصراع النفسي والاجتماعي للاجئين وما يدور حول تلك المعضلة من هدر حقوقهم وتقاعس القوى السياسية في أن تقوم بدورها مما أدى إلى وقوع معارضات جعلت من الأمر فوهة للأقاويل.
وقد أزال الكاتب الستار عن الكثير من عمليات الفساد التي انتشرت حينها واندرجت الأحداث عن طريق رسم الدَرج الدرامي وتفاعل الشخصيات الواضح معها.
فنرى بداية الأحداث بظهور ظاهرة سميت بالوباء البرتقالي جمعت زمرة من اللاجئين، حمل كلُ منهم دافعُ وصراعُ نفسي تجاه ما تعرضوا له.
لنرى عدد من الشخصيات مثل ليلاف سعيد الكردية الهاربة من عفرين، تضعها الأحداث أمام الضابط التركي المتقاعد الذي أذاقها من العذاب كؤوسا وأحيا داخلها صراع غربتها التي تعاني منه.
أحمد القرمزي، صحفي تعرض بدوره إلى التعذيب في أحد المعتقلات ليخرج مهلهل الفكر، هائم ويضعه القدر أمام جلاده ليتبادلا الأدوار والصراعات.
غازي فلاح ضابط متقاعد كان يعمل في الأمن، أنشق عن النظام بعد أن كان عصاه التي لا ترحم ونراه الطرف الثاني من صراع أحمد القرمزي.
ومن الشخصيات الفاسدة وكانت عامودا حيوي داخل النظام شخصية” بسام داود وناصر رجب وزير سابق أو بالأحرى وزير فاسد فر هاربا بعد أن لعن كرسيه.
اجتمعت الضحايا داخل مبنى واحد اسماه ماريو فيتالي الكهل الإيطالي القاطن معهم “بمبنى اللاجئين” ليجتمعا معا تحت ظلال ظاهرة الوباء البرتقالي ذلك الوباء الكوني الذي كان سبب في نشأة الصراع بين الضحايا وجلاديهم.
شاي مع ماريو فيتالي هي رواية ملحمية سنرى فيها الكثير من الاطياف والشخصيات، صراعات نفسية، وأخلاقية ومواجهات ستخلق وباء جديدا من النتائج.
The novel Autumn of the Throne, translated by Bahraini novelist Ahmed Juma, published by Dar Al Ameer for Publishing and Distribution – Paris. : Translator: Timtaoucine
Autumn of the Throne”
About the Novel
In an ancient past, hidden behind a dusty legend, a dictator named Imam Khurdala bin Sama’a al-Nabhani established his mythical kingdom. He ruled with fire and steel, without a constitution or customs like other countries, even bloody ones. He surrounded it with laws and restrictions that were shocking to witness. He ruled that kingdom, located in a geography now embroidered with an unknown geography. He seized power from his father in a bloody coup and removed it from his brother, the Crown Prince. He then seized control of his fiancée, resided in the Sultan’s palace, and appointed himself Imam of the kingdom, ruling in the name of God. His power reached its absolute peak when he established mythical rules based on his being both the representative of heaven and the executor of judgments, leading to a mythical rule that surpassed medieval dictatorships. The Imam’s brutality was fueled by his command, and his brutality increased with the flow of his doubts like the mouths of a resurrection. The Imam, God’s representative on earth, formulated divine laws and decrees, embroidered with verses of his own blood, against all those who circled around him and glorified his kingdom, over which the sun shines by day and darkens by night. If it were in his power, he would prevent the sun’s rays from rising. He sees the darkness of the universe as a divine means to make the inhabitants of the kingdom completely blind so that they cannot see each other. He forbade the lighting of lamps at night… curfew… banned the wearing of sunglasses… issued a caravan of Imami decrees that included the prohibition of singing, holding parties, listening to music, and owning books, except the Qur’an and books by Salafis. He entrusted them with managing the affairs of the inhabitants… everyone who dared and had the courage and desire to read lost his life. A group of those who smuggled books secretly risked their lives. The punishment for reading was death…
A clip from the novel Autumn of the Throne
The weather was relatively warm, with hints of summer heat softened by dewdrops and a gentle breeze that scattered bits of feather-like down from the eternal trees, indifferent to seasons. The droplets touched the gray stone tiles, derived from brown mountain rocks at the kingdoms farthest reach, some imported from neighboring states. Pools of water formed where yellow leaves floated lazily. At the edges of these stagnant puddles, birds quarreled, drinking, diving, and fluffing their soaked feathers repeatedly.
“No butterflies here?” the queen asked as Maysam massaged her shoulders from behind, the sound of rain pattering against the umbrellas. “Creatures as delicate as butterflies can’t survive in a world deprived of freedom by Khardalah,” she scoffed. The African aide chuckled. “Don’t laugh. Khardalah even oppressed nature itself. Why do you think everything around us has died, except you and me?” The queen grew serious. “Maysam, do you think my illness took root in me like a poisonous weed? Oppression kills, Maysam. The butterflies are gone because nature is dead, and only Khardalah lives. Can you believe that?”
Just then, as if summoned by her words, Khardalah appeared like a shooting star, accompanied by two doctors and an attendant. His sudden arrival silenced Maysam, who stepped back to make way. The queen’s voice, though faint, rang with authority. “Dismiss them first, Khardalah, before you approach me.” With a quick gesture, he signaled the others to retreat.
“Marianna, I—”
“Wait,” she interrupted, pointing to the distance. “There was a green lemon tree there once. Where has it gone?” He hesitated, rain misting his clothes. Taking shelter under the umbrella, he pondered her question. Mariana motioned for Maysam to join her beneath the canopy. Reluctantly, Maysam complied, shielding herself from the drizzle. “You haven’t answered me, Khardalah. Where is the lemon tree?” He shivered, feigning a cough. “It was infected with tree blight. We removed it to protect the others. That’s my answer, Mariana.”
“خريف العرش”
نبذة عن الرواية
في زمنٍ ماضٍ عتيق يكمن وراء اسطورة غباريّة، أقام دكتاتور يدعى الإمام خردلة بن سماعة النبهاني مملكته الخرافية، مكث يحكم بالنار والفولاذ، بلا دستور أو عُرف مثل بقية الدول بما فيها الدموية، أحاطها بقوانينٍ وقيود يندى لها الجبين. حكم تلك المملكة الواقعة في جغرافيا المنطقة الموشاة اليوم بجغرافيا مجهولة، سلب السلطة من والده بانقلابٍ دام ونزعها من أخيه ولي العهد ثم استحوذ على خطيبته وأقام في قصر السلطان ونصَب نفسه إمامًا على المملكة وحكم باسم الله…بلغت سلطته أوج المطلق عندما أرسى قواعد خرافيّة تقوم على أنهُ ممثل السماء وبالوقت نفسه منفذ الأحكام، ما أدى إلى حُكم خرافي يفوق دكتاتوريات القرون الوسطى…
بسقت وحشيّة الإمام بأمرهِ منذ تولّي الحكم بمقتبلِ عمره، بلغت عنان السماء، كلما نمت سنواته راح يتنامى مع الموت، زادت وحشيّتهُ بتدفُق شكوكه كفوهات قيامة، صاغ الإمام، وكيل الله بالأرض، قوانين وفرمانات إلهية طرّزها بآياتٍ من دمهِ تجاه كلّ من يطوفون حوله، ويُسبِّحوا بمملكتهِ التي تُشرق عليها الشمس نهارًا وتُظلم ليلًا، فلو كان بيدهِ لمنع أشعة الشمس من البزوغ. يرى ظلام الكوّن وسيلةً ربانية لجعل سكان المملكة في عمى شامل حتى لا يرى بعضهم بعضًا، منع ايقاد القناديل في الليل… حظَر التجوال…منع ارتداء النظارات السوداء…أصدر قافلة فرمانات إماميه شمِلت تحريم الغناء وإقامة الحفلات وسماع الموسيقى واقتناء الكتب، إلا القرآن وكتبًا لسلفيين، أوْكل لهم تدبير شئون السكان… كل من تجاسر وحاز جرأة ورغبة بالقراءة، يفقد الحياة، زمرة ممن هرّبوا الكتب سرًا، غامروا بأعناقهم، كانت عقوبة القراءة الإعدام…إنه زمن الخريف الأبدي كُتب على سكان مملكة ياروبا – الخليج الآن – أن يتعايشون معه، ومع شرذمة وزراء شؤم نصّبهم في وزارات صورية. هو من يُشرِّع وينفِّذ القوانين، أما أهم الوزراء السياديين الذين ذيّلهم بصلاحياتٍ مستمدّة من بصمتهِ، وزوّدهم بخواتمٍ تدل على هيبتهم التي يستقونها منه، كوزيرة السحر غير المرئية، لا تجتمع أو ترى أحدًا ولا يُشَمُ لها رائحة إنما تُصْدِر قراراتها وتعلن اجراءاتها دون ارتداد، تحريم كل ما يتحرك، بذريعة إشاعة البدع وتغريم كل من يعصي القواعد بسلبهِ خصيتيه لإبطال سحره…هذا عصر الإمام خردلة بن سماعة النبهاني.
في وقتٍ من الراهن، يلوح في الأفق شبح وباء في هيئة غبار كونيّ، يتبلور العالم، ويلوح بالأفق الأرجواي ما يوحِي بوقف التدهْور في القِشرةِ الأرضيّة التي هطَلَ عبْرها الغبار مدرارًا، وعمَّمتهُ رياح عاتيّة بأرجاء بقاع العالم…يسود مناخ عاصفة من الاحتجاجات على الحكومات التي تقاعسَت حتى الساعة، ما أدى لترويج شائعات عن نهاية للحياة بكوكبِ الأرض.
زمرة من اللاجئين، مختلفي الدوافع، ليلاف الكرديّة الفارة من عفرين بعد الغزو التركي، أحمد القرمزي، صحفي خليجي خرج من المعتقل بعد أن نالهُ التعذيب، ماريو فيتالي كهلٌ إيطالي، يبلغ التسعين عامًا عنصري النزعة ثم يتغيّر بالتغييرات الطارئة، يقطن شقَّة بالدور الثاني، بناية غربّي فندق مي ميلان في ميلانو بإيطاليا…خلفَ مقهى ستاربّكس. مايا سعود مليارديرة، تملك سلطة على أصحاب القرار، العقيد غازي فلاح من البوليس السري شعبة الأمن الوطني مُعَذِب أحمد القرمزي… تقاعد ووَلَج في حربّ مع النظام في بلده، أصبح منشقًا بعدما كان في صُلبِ النظام، جمع ملايين.. بسام داود مستشار قائد خليجي، ومعه ناصر رجب وزير سابق انشق عن النظام وفرّ للخارج، وعدد من اللاجئين من مختلف الأطياف…
يلتقون في بناية اللاجئين، أطْلقَ التسمية عليها، ماريو فيتالي.. الذي يسكن مع امرأة، تصغرهُ سنًّا، أنيقة المظهر، لا يعرف سكان البناية عنها شيئًا، تكهَّن البعض بأنّها زوجته، وراهَن آخرون أنَّها عشيقته،
احمد القرمزي الصحفي اللاجئ، يصادف جلاده. الذي تقاعد ووَلَج في حربّ مع النظام في بلده، أصبح منشقًا بعدما كان في صُلبِ النظام، بزغَ نجمهُ، مع توليه استجواب المعتقلين،
تبدأ المطاردة بينهما في أجواء نشرَت جريدة الصنداي تايمز، خبر تسرب شعاع غامض من مدينة أدرنَّة التركية على الحدود اليونانية،
ليلاف سعيد الكردية الفارة من عفرين، صادفت في ميلانو ضابط مخابرات تركي، عمرهُ فوق الستين، لجأ لإيطاليا بدروهِ…! بعد أن اُسْتُغْنيّ عن خدماتهِ لتورَّطهُ في حادثة اغتيال، فرَّ تحت غطاء لاجئ من نظام أردوغان…أذاقها العذاب، وهو يعيش الآن في بحْبوحَة… يجلس كلّ يوم بمقهى في ميلانو…
عندما يُطارد الضحيّة الجلاد، تخْتلُّ الموازين، تنْقلب الصورة، لوجهِها الآخر، فتكون مثلَ مرآة خلفيّة تعكسُ ما وراء الصورة، تبدو لوهلةٍ أولى أن هناك عدالة…
رواية ملحمية في حدود 640 من الحجم 14x 21 تروي وباء الغبار الكوني الذي فجر مواجهة بين ضحايا التعذيب وجلاديهم!!