
ما هي قصة يسرا البريطانية؟

رواية صدرت عن دار الفارابي في بيروت 2015 ووصلت القائمة الطويلة بجائزة زايد للرواية في الدورة العاشرة
تغيير العالم بالقوة وإحداث الفرق في الكون، كان ذلك هو المصير الذي ارتبطت به وسارت على بساط من الجمر، كائنات تقتات على الموت لتصل للحياة وتقتات على الحياة لتدخل نطاق الموت، سلاسل من الكمائن لابد من عبورها للنجاة في النهاية ولكن ما هي التكلفة؟
يسرا القرمزي أو يسرا البريطانية، حكاية تروي مسافة طويلة لرحلة شاقة تعبرها فتاة عربية من مدينة الزبير بالعراق، قطعت دروب شائكة ليست معبدة، منذ نعومة أظافرها، مرت خلالها بالحرب العراقية الإيرانية ثم بحربي الخليج، تحرير الكويت، وإسقاط صدام حسين ثم بالحرب الرابعة مع الإرهاب ممثلة بداعش والقاعدة….
مرت فتاة الزبير “يسرا” بعواصم مختلفة انطلاقًا من الزبير في البصرة بالعراق، مرورًا بسوريا، لبنان، والبحرين، ودبي، وبريطانيا، وسويسرا، مرة أخرى بالعراق ثم أربيل بشمال العراق. رحلة قطعتها فتاة الزبير لتستقر بسجنٍ رهيب من سجون داعش، وقبلها كانت قد بدأت رحلة عذاب كلاجئة في بريطانيا وحملت الجنسية البريطانية لتحارب بجبهة سرية مشبوهة وسط عاصفة من ملايين الدولارات، تدفقت عليها حتى استقرت في قلب زلزال إرهابي وضعها في زنزانة انفرادية منتظرة حكم الإعدام من تنظيم مسلح تورطت فيه أو معه.
رواية شاقة تقع في 408 صفحة من الحجم الوسط تروي، رحلة سندبادية فتاة اختطفها فخ البريق العالمي، مال، سهرات، وفنادق ثم براري وصحاري وخرائب، لتقبع وسط كائنات لا تؤمن إلا بالموت طريق لتحرير الذات، تعبر من خلاله بتنظيمات مسلحة، ومدن ومطارات، وعمل بالفنادق، بصحبة رجال خطيرين، يقودون تغيير العالم بالقوة والخداع ونصب الفخاخ.. كيف لها أن تتعايش مع هذه الشبكة المنفلتة من العنف والسياسات المتلاحقة كأمواج المحيط؟
(من الزبير إلى حلب إلى البحرين ودبي وحتى بريطانيا ثم كردستان، هل وقعت في يد داعش وخرجت؟ أم كان هناك قدر قد رسم لها تحولاً إلى فخ نصبته المخابرات؟)
“عرفت أن الخطوط الحمراء موجودة في كل مكان من هذه الدنيا، لكنها لم يُخيل لها أن هناك عرشًا من الرماح تنتظر جلوسها عليه، تتحمل جبالاً من مشاعر منذرة، بالرعب القادم، سمعت عن المحاكم الثورية والعسكرية الميدانية السريعة، لكنها لم تتصور أن هناك من ذهب من النساء والرجال وحتى الأطفال للإعدام، لمحت في ساعة صفاء ذهني نادرة شبح والدتها، نجوى القطان فوق سطح الدار تنشر الملابس المغسولة على الحبل، ومن بينها البذلة العسكرية لجبار الشريف، تراءى لها طيف لطفلة صغيرة تقف على بعد خطوات من المرأة تتطلع للزي العسكري، فترى فيه شموخ رمزي لشيءٍ يبعث إحساسًا لم تدركه ساعتها، لاح لها الآن على مقربة من الموت، ساد الصمت أيامها التالية وهي محتجزة في حجيرة مكتظّة بالنمل والحشرات، يعلوها سقفٌ خشبيٌ، ينبعث منه الغبار طوال الوقت ويسبب لها السعال المتواصل، وصلت المكان عبر ناقلة كبيرة محملة بالمواد عبرت بها الطريق معصوبة العينين لم تعرف شكل من كان يرافقها على الناقلة ولا هويته ولا العدد، باستثناء صوت رجل كان يسعل بين فترة وأخرى”
تروي حكاية يسرا عن جبار الشريف القرمزي
تسرد تطور قصة يسرا مراحل تحولاتها:
• يسرا القرمزي
• يسرا البريطانية
• يسرا الإرهابية
ومحطات عبورها خلال الرحلة الممتدة عبر سنوات الجمر من الزبير إلى حلب إلى الحدود اللبنانية، السورية، التركية، والعراقية مرورا بالبحرين ودبي ولندن