
احمد جمعة
من أصعب الأشياء بالعالم! تلخيص حياة واحدة في شخصيتين، أكثر شخصيتين غريبتين عن العالم، إحداهما وجودية منسلخة عن واقع الحياة اليومي المُترع بالترهات، يمثِّل شخصية كاتب وموظف، تتقمص رأسه فكرة توديع الحياة باحتفالية غرائبيّة، حيث يقرر محاربة مرضه السرطان والتغلب عليه بمزيد من العناد، وآخر فقير ومهمش بلا تعليم، أمضى نصف حياته مراسلاً بمكتب الأول، قضى حياته كلها بعزلةٍ ووحدة، بعد أن فقد وظيفته ومنزله وزوجته وولديه، انفصل عن العالم. يتفق الاثنان بعرض من الأول على تبادُل الأمكنة، وقضاء فترة إجازة بالخارج في عرض غريب تكفَّل فيه الأول وتحمل مصاريف الرحلة بمجملها لأجل هدف غاب مضمونه عن الآخر الذي سايرهُ ليكتشف ما وراء هذه المغامرة.
يرقص الاثنان على حافة من الهاوية، محيطها، أوكار دعارة، مساجد وكنائس، قلاع ومحيطات، مدن، ساحات، حيث تتركز الوجوه وتذوب أو تنتفخ، تضحى جميعها مزارات لكاتب ينشد وقت التكوين الروائي، لا حدود ولا خطوط حمراء، لا وقائع مسكوت عنها، لابد من اقتحام ملكوت المسكوت عنه، بكل التفاصيل، التي يكمن فيها الشيطان، بشّري كان، أم جنّ، الالتحام بالمشردين والوجهاء والأعيان والمهمشين، عاهرات وراهبات على السواء، كل الأمكنة مباحة للأول، وكل الممارسات مسموح فيها، كل الكهوف متاح اقتحامها، هذا ما يسعى إليه الأول، للخروج بحربه من مرض السرطان منتصراً ليثبت أن الله ليس محور الكون! فيما الآخر الذي ظلّ ستون عاماً حبيس المسجد والصلاة الخمس، تصدمه رؤية الأول فيبدأ صراع الشكّ واليقين، بين الانفتاح الذهني والقبو الديني فهل من منتصر؟
ظلّ الله وظلّ العدميّة، يتشابكان كلغزٍ أزلي ينتهي بمسافة يتحرَّر فيها الاثنان من عذاب القبر…
عن رواية “ليلة الفلفل في لوغانو”
احمد جمعة
من أصعب الأشياء بالعالم! تلخيص حياة واحدة في شخصيتين، أكثر شخصيتين غريبتين عن العالم، إحداهما وجودية منسلخة عن واقع الحياة اليومي المُترع بالترهات، يمثِّل شخصية كاتب وموظف، تتقمص رأسه فكرة توديع الحياة باحتفالية غرائبيّة، حيث يقرر محاربة مرضه السرطان والتغلب عليه بمزيد من العناد، وآخر فقير ومهمش بلا تعليم، أمضى نصف حياته مراسلاً بمكتب الأول، قضى حياته كلها بعزلةٍ ووحدة، بعد أن فقد وظيفته ومنزله وزوجته وولديه، انفصل عن العالم. يتفق الاثنان بعرض من الأول على تبادُل الأمكنة، وقضاء فترة إجازة بالخارج في عرض غريب تكفَّل فيه الأول وتحمل مصاريف الرحلة بمجملها لأجل هدف غاب مضمونه عن الآخر الذي سايرهُ ليكتشف ما وراء هذه المغامرة.
يرقص الاثنان على حافة من الهاوية، محيطها، أوكار دعارة، مساجد وكنائس، قلاع ومحيطات، مدن، ساحات، حيث تتركز الوجوه وتذوب أو تنتفخ، تضحى جميعها مزارات لكاتب ينشد وقت التكوين الروائي، لا حدود ولا خطوط حمراء، لا وقائع مسكوت عنها، لابد من اقتحام ملكوت المسكوت عنه، بكل التفاصيل، التي يكمن فيها الشيطان، بشّري كان، أم جنّ، الالتحام بالمشردين والوجهاء والأعيان والمهمشين، عاهرات وراهبات على السواء، كل الأمكنة مباحة للأول، وكل الممارسات مسموح فيها، كل الكهوف متاح اقتحامها، هذا ما يسعى إليه الأول، للخروج بحربه من مرض السرطان منتصراً ليثبت أن الله ليس محور الكون! فيما الآخر الذي ظلّ ستون عاماً حبيس المسجد والصلاة الخمس، تصدمه رؤية الأول فيبدأ صراع الشكّ واليقين، بين الانفتاح الذهني والقبو الديني فهل من منتصر؟
ظلّ الله وظلّ العدميّة، يتشابكان كلغزٍ أزلي ينتهي بمسافة يتحرَّر فيها الاثنان من عذاب القبر…