عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع
“هوى العاشق، جرحٌ ينزفُ بالهوى…لمن تُصلِّي؟ ومن أين؟ من مُدنِ السكر، تغريني بالعيش فيها هربًا من العطش، أم مُدن القهوة.؟ فهي تمدُني بالشهوةِ والإلهام للكتابة فيها هوى الروح…أما مُدن الملح المُتجمِّدة، فهي تنسيني مذاق القهوة السوداء تُثير بيّ الشجن والحنين، وطعم النبيذ يسحرني ويسيل كلماتي، ويفقدني أسلوب الخضوع لدكتاتورٍ عادلٍ وناعمٍ مختبئٌ بداخلي، يغريني بتجنُّب الجرأة…مدينة الرماد تبتلعني…يا للهول…

“هوى العاشق، جرحٌ ينزفُ بالهوى…لمن تُصلِّي؟ ومن أين؟ من مُدنِ السكر، تغريني بالعيش فيها هربًا من العطش، أم مُدن القهوة.؟ فهي تمدُني بالشهوةِ والإلهام للكتابة فيها هوى الروح…أما مُدن الملح المُتجمِّدة، فهي تنسيني مذاق القهوة السوداء تُثير بيّ الشجن والحنين، وطعم النبيذ يسحرني ويسيل كلماتي، ويفقدني أسلوب الخضوع لدكتاتورٍ عادلٍ وناعمٍ مختبئٌ بداخلي، يغريني بتجنُّب الجرأة…مدينة الرماد تبتلعني…يا للهول…
الكتابة حرية، ولكن أيّ المُدن تستوعب تعبك، أن تؤلف فيها ما يخالف الأعراف؟ أيّ المُدن تستهوي خيالك الواسع وأنتَ تُحلق به مجانًا دون جواز سفر سِوى جرأتك وحريتك وهما عملتان نادرتان بزمنِ البيع والشراء في الأجساد، فما بالك بالأرواح التي أضحَت برخصِ الوبر لأن التراب لم يعد رخيصًا في مدنٍ تبتلع كل شيء وأولهُ الإنسان…أنتَ تغامر بالهرب واللجوء والنفي ولكن قلبك مع الفراشة الأولى، مع العشق الذي لا ينتهي، تُصلي له وتعبدهُ وترسم وشمًا لا يُمحى حتى لا تستيقظ شهوتك بغتةً وتصطدم بحريتك…لا يمكنك فصل الحبّ عن الحرية…ممنوع عليك اليأس، أنت بالذات، اختر الموت بديلاً للمساومة، فالهواء والهوى عاشقان لا يفترقان بالمطلق…في يومٍ عاديٍ لا يمكنك وقف النزيف وإلا تحوّلتَ لصنمٍ أو ورقة صفراء لا تنسجم مع القلم الحُرّ العاشق للفراشة المُنْتظَرة مع غيمة شمسيّة وعَدت بالمجيء وما فتأتُ تنتظرها.
أستمع في هذه اللحظة لموسيقى شهرزاد للروسي ريمسكي كورساكوف…عالمي يغُص بالصور، والذكريات…أهرب مع النزيف خارج مدينة الرماد…مدينة تزدرد الإنسان وتُعظم المال. تزاوَج الفقر مع الدكتاتورية لا يُولد مدن وردية كالعاشقة التي أحلم بها…فالمدينة الحالمة هي تلك التي لم توجد بعد، منذ وُلدتُ وحتى أُدفن، ما لم تقع المعجزة!!… أنت…هاجر أو مُت في مكانك…اهرَب أو اختبئ عن الطاغوت، لمتي؟ تكتب بحبرٍ سري روايتك المستقبليّة، فدار النشر أُحرقت من قِبل دكتاتور قزم، له رائحة فم كريهة…اهرب ولكن في النهار! اختبئ ولكن في الضوء…إياك أن تسْتنجِد بالظلام، فالظلام جزء من مؤامرةٍ عليك وعلى عشيقتك، المدينة المُغتصَبة…