الشهر: ديسمبر 2023
الغانية والبحر
لوحة تعبيرية افتراضية من المختارات العالمية

رواية صدرت حديثًا عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع بالقاهرة- للروائي البحريني احمد جمعة
الرواية تحكي…
رحلة الغوص لجني المحار، طويلة وشاقة، تروي حكاية غواص وصديقه، يقضيان شهور الغوص الأربعة في قلب البحار، منعزلين عن العالم، يروي أحدهما حكايته مع زوجته الجميلة الأخاذة بتفاصيل شفافة، مما يزرع في عقل الآخر الذي لم يسبق أن التقى بامرأة أفكار ومشاعر جياشة تبلغ ذروتها بالولوج في عمق العلاقة حتى يبلغ مرحلة عشق زوجة الآخر من خلال ما يرويه صديقه عن مغامراته العاصفة والمثيرة مع زوجته حتى يصل لمنعطفٍ محموم لا يستطيع مقاومة الاندماج الكلي مع المرأة عبر ما يسردهُ الآخر عن جسدها وعاطفتها ورغباتها إلى أن يُفكر بالاستيلاء عليها عبر التسبّب في موت صديقه المسئول عنه في الغوص عندما يتركه يغرق ليعود إلى اليابِسة بعد شهور العزلة الطويلة في البحر ويبدأ قصة أخرى معها…
تجري احداث الرواية في بدايةِ اربعينات القرن الماضي إبان الحرب العالمية الثانية، في مجتمع البحرين الخليجي، بذروة محنة الكساد والموت الرخيص، في أطار مدينة رمادية ساحلية تعتمد في حياتها على صيد السمك والغوص بحثًا عن اللؤلؤ، مدينة موبوءة بالفقر والمجاعة والعواصف والمرض والاستغلال الذي يدفع ثمنه الغواصون وهم يلقون حتفهم خلال وجودهم في البحر ويُدْفَنون فيه قبل العودّة إلى اليابِسة، يتزامن ذلك مع الخيانات الزوجية من قبل نساء معوزات لا يملكن ما يسدّ رمقهن بغيابِ أزواجهن في رحلة الغوص.
جوري الصوري… تلك الفتاة الصغيرة التي تصرخ مفاتنها شهوة ورغبة تعجز عن كبحهما، لم يعرف لها أصل، مجهول جذرها، ذاع صيتها في مدينة المحرق بعهرها، يصب فيها القاصي والداني شبقه، أحبها الغواص صالح الرزي، بل صار متيما بها، تزوجها، ووعدها برحلة يغادر فيها إلى غياهب البحر ليجلب لها لؤلؤة دانة تزين صدرها، وبالفعل خاض شهورا في أعماق البحر، تتوالى عليه الفصول بتقلباتها الغادرة، رافقه صديق طفولته إدريس، الذي اتخذ أذنيه مصبا لولهه وجنونه بجوري، أخذ يحكي له عنها ليلا نهارا، واصفا مفاتنها وصفا يثير لعاب السامع إليها ويرغب فيها رغبة شهوانية يتوق إلى فضها فيها، حتى جاء اليوم الموعود حيث أخبر الربان سليمان صالح أن بإمكانه الغوص بين موجات البحر للبحث عن حلمه ومبتغاه، وبالفعل تحققت له أمنيته وأشرقت بطلتها أمام عينيه، أمّن إدريس عليها لحين خوضه جولة غوص أخرى، إلا أن الأخير الذي كان مسؤولا عن حبل إنقاذ صالح أرخاه وتركه ينسدل، غادرا بصديقه وخائنا لأمانته، إذ لمعت في عينيه مفاتن زوجته وأراد الفوز بها، ذهب إليها بجوهرة صديقه المغدور وأخبرها بموته، ظلت شاحبة لأيام غير مصدقة ما حدث، همّ بالزواج بها، إلا أن طيف صالح ظل يراوده وينغص عليه حياته كلما أراد النيل منها، حتى هذى في نومه بفعلته الدنيئة وسمعتها جوري في ذهول كاد يطيح بعقلها، استولت عليها أفكار اليأس والشقاء، فقررت الذهاب إلى حيث يكون صالح لتصحبها الراحة التي طالما تمنتها.
من “رواية ابنة زِنا”
رواية تصدر قريبًا
لوحة تعبيرية افتراضية من المختارات العالمية

أنا من سكنة منطقة الحورة بالمنامة العاصمة، كنت هناك ذات مرّة، وُلِدت فيها ولكن هنالك قصة طويلة معقدة وشائكة هاجرتا بيّ في سنٍّ مبكِّرة إلى مدينة المحرق الرماديّة، وتحديدًا ساحلها البحري المُطِلّ بواجِهته الغباريّة ونكهتهِ البحريّة على جسريّ الشيخ حمد وجسر الشراعين، الذي يربط بين منطقة البستين، غربي شمالي مدينة المحرق العاصيّة بحسب قاموس النظام قبل أن تفْقد عذريتها والعاصمة، انتقلتُ إليها وعمري خمس سنوات كما يتبادر لذاكرتي المُشْرَدة وراء أم طوافة بشتّى الأرجاء، من حيٍ لآخر ومن شقّةٍ لأخرى ومن زوجٍ لآخر وإن كنت أشكّ أنها كانت متزوجة سوى من والدي الذي كان بحسبِ ادعائها الأخير، وما تحملهُ ذاكرتي المُتعبة وأنا الآن بعمرِ الواحدة والثلاثين، أن فرح والدتي أُجهِضت بفتاةٍ بعد طلاقها من والدي بسنةٍ ونصف، ورغم تشتُّت عقلي وقتها لكثرةِ التنقُّل معها إلا أن ذاكرتي تحفظ كل تنقلاتها وتحفر في شتى الطُرق ودهاليز الأحياء التي تقطعها باستمرار وأنا برفقتها ونادرًا ما تسلمني لأحضان جدتي العصبيّة التي لم تبتسم يومًا بحياتها، لتسقيني بدورها النعوت عن أمي اللعوب وهي تخلّفني عندها لتبحث عن المتعة الحرام، كانت المرّة الأولى صادِمة وأنا أتلقن منها تلك التُهمة ومع الوقت واجترار مختلف النعوت بهذا الجران لم أعد أعبأ بثورتِها ولا بنظرةِ الشكّ نحوي وكأنّها في ريبة حتى من نسلي أنا. كانت تتحرَّى بشرتي بعينين موغلتين بالارتياب فيما يتعلق بولادتي وإن كنتُ من صلب ابنها والدي الذي فجأة وسط فوضى أسريّة شاملة اختفى من عالمي، كنتُ صغيرة ولا أعي ما يدور سوى لغط أنصتُ له وصدمة هنا وهناك، حول مخدرات، سجون، هروب، قفَز مرّة أو مرتين بعد اختفاء شهور وكانت آخر مرّة رأيته فيها أثناء مشاجرة سال الدم من فكّها فوجدتُ نفسي بمستشفى ثم مركزًا للشرطة ومن حينها لم أبصره.
نشأتُ أحمل اسمه- خلف- ولكن لم أشعر يومًا بأنّني كبقيّة الأطفال حيث تمرّغتُ بغربةٍ ومتاهةٍ وأنا بعمرٍ لم أكنّ مستعدّة لفهم العالم سوى أنّني مع أم تائهة تتنقل بيّ من مكانٍ لآخر وأحيانا تودعني في منزل جارة لها إذ ما كانت على خلافٍ مع جدتي التي لفظتها أخيرًا في وجه أمي بكلِّ بذاءة:
“أنت عاهرة وطفلتكِ ابنة زِنا”
“هل كنتُ كذلك؟
“تركتُ ذلك خلفي لأعيش حياتي”
صدرت مؤخرًا..
الغانية والبحر.. رواية أحمد جمعة

رواية صدرت حديثًا عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع بالقاهرة- للروائي البحريني احمد جمعة
الرواية تحكي…
رحلة الغوص لجني المحار، طويلة وشاقة، تروي حكاية غواص وصديقه، يقضيان شهور الغوص الأربعة في قلب البحار، منعزلين عن العالم، يروي أحدهما حكايته مع زوجته الجميلة الأخاذة بتفاصيل شفافة، مما يزرع في عقل الآخر الذي لم يسبق أن التقى بامرأة أفكار ومشاعر جياشة تبلغ ذروتها بالولوج في عمق العلاقة حتى يبلغ مرحلة عشق زوجة الآخر من خلال ما يرويه صديقه عن مغامراته العاصفة والمثيرة مع زوجته حتى يصل لمنعطفٍ محموم لا يستطيع مقاومة الاندماج الكلي مع المرأة عبر ما يسردهُ الآخر عن جسدها وعاطفتها ورغباتها إلى أن يُفكر بالاستيلاء عليها عبر التسبّب في موت صديقه المسئول عنه في الغوص عندما يتركه يغرق ليعود إلى اليابِسة بعد شهور العزلة الطويلة في البحر ويبدأ قصة أخرى معها…
تجري احداث الرواية في بدايةِ اربعينات القرن الماضي إبان الحرب العالمية الثانية، في مجتمع البحرين الخليجي، بذروة محنة الكساد والموت الرخيص، في أطار مدينة رمادية ساحلية تعتمد في حياتها على صيد السمك والغوص بحثًا عن اللؤلؤ، مدينة موبوءة بالفقر والمجاعة والعواصف والمرض والاستغلال الذي يدفع ثمنه الغواصون وهم يلقون حتفهم خلال وجودهم في البحر ويُدْفَنون فيه قبل العودّة إلى اليابِسة، يتزامن ذلك مع الخيانات الزوجية من قبل نساء معوزات لا يملكن ما يسدّ رمقهن بغيابِ أزواجهن في رحلة الغوص.
جوري الصوري… تلك الفتاة الصغيرة التي تصرخ مفاتنها شهوة ورغبة تعجز عن كبحهما، لم يعرف لها أصل، مجهول جذرها، ذاع صيتها في مدينة المحرق بعهرها، يصب فيها القاصي والداني شبقه، أحبها الغواص صالح الرزي، بل صار متيما بها، تزوجها، ووعدها برحلة يغادر فيها إلى غياهب البحر ليجلب لها لؤلؤة دانة تزين صدرها، وبالفعل خاض شهورا في أعماق البحر، تتوالى عليه الفصول بتقلباتها الغادرة، رافقه صديق طفولته إدريس، الذي اتخذ أذنيه مصبا لولهه وجنونه بجوري، أخذ يحكي له عنها ليلا نهارا، واصفا مفاتنها وصفا يثير لعاب السامع إليها ويرغب فيها رغبة شهوانية يتوق إلى فضها فيها، حتى جاء اليوم الموعود حيث أخبر الربان سليمان صالح أن بإمكانه الغوص بين موجات البحر للبحث عن حلمه ومبتغاه، وبالفعل تحققت له أمنيته وأشرقت بطلتها أمام عينيه، أمّن إدريس عليها لحين خوضه جولة غوص أخرى، إلا أن الأخير الذي كان مسؤولا عن حبل إنقاذ صالح أرخاه وتركه ينسدل، غادرا بصديقه وخائنا لأمانته، إذ لمعت في عينيه مفاتن زوجته وأراد الفوز بها، ذهب إليها بجوهرة صديقه المغدور وأخبرها بموته، ظلت شاحبة لأيام غير مصدقة ما حدث، همّ بالزواج بها، إلا أن طيف صالح ظل يراوده وينغص عليه حياته كلما أراد النيل منها، حتى هذى في نومه بفعلته الدنيئة وسمعتها جوري في ذهول كاد يطيح بعقلها، استولت عليها أفكار اليأس والشقاء، فقررت الذهاب إلى حيث يكون صالح لتصحبها الراحة التي طالما تمنتها.