أيها الروائي الحزين تبًا لأضواء المدينة المارقة!!

من يلبي دروس صنع الرواية غبي، ومن يتلقى الدرس أحمق، الرواية ليست حلوى بالكاراميل، فمن لا يخشى الماضي ولا يأبه بالحصار ولا يتوجس من المستقبل المجهول وحده يملك مفتاح مدينة الرواية المسوّرة بالألغام والمحاصرة بقوافل القلق ومدجّجة بالآلام. ما أهون القول، الناقد هذه رواية لكن ما أصعب أن يبحر الروائي بمجهولها ويفني زمنه بين أسوارها. عندما تنسج رواية بعد ممر زمني عميق، مقطّع الأوصال وإثر تجارب خرافيّة فيأتي من يعلن عن منح دروس في الرواية!!

بعضهم يفني حياته، قلة من المجانين، المهوسين بالتعبير يجتازون الخط الفاصل بين الموت والحياة بمجازفات يعبرون فيها مشبوهين في أعين حرس الحدود، يختبرون فيها كيفيّة التسلُّل لولادة الرواية، يعبرون قاعات الترانزيت بمطارات العالم…لا يخشون طبول دقات القلب، يجازفون ومعهم أحلام اليقظة وهم ينفون من أوطانهم او يهربون منها وربما يعيشون المنفى فيها حتى تولد السطور الداميّة ويراكمون الكلمات الوحشية بالنعومة، كما الغابات وهي تحتضن الأسود والغزلان وتخلو من قوانين البقاء.

مرارًا يسألني بعض القراء، لماذا لا تتحدث كالآخرين عن تجربتك؟ ههههه…تأتي اجابتي مختزلة الصمت وابتعادي عن مولد الأضواء الباهرة وهي تسلط شحيح غروبها على الترهات…لأن الروائي لا يسرد آلامه خشية البوح بأسراره، والرواية هدية القارئ يكتشف أسرارها، فأيّ أحمق يبيع الرواية بتصريحات غبية قبل أن تقترب من خط التماس مع القارئ؟ أيّ روائي غبي يتبرع بل يفشي في ليلة شحيحة الضوء الغريزي، تفاصيل آلامه ومجازفاته لقراء أغبياء يشترون مضامين الروايات قبل أن تلامس أناملهم السطور المؤلمة.

الكوميديا السوداء بظني ليست وقائع الرواية كما أراها من شرفتي بعزلةِ سديمية، الكوميديا الرمادية تلك البهرجة والزيف المركب بين كاتب معجون بالنرجسية لرؤية صوره وافشاء تجاربه وإباحة سطوره مع تعرّية روايته إن كانت رواية على الملأ دون شعور بأن الرواية مخلوق سري لا يكشفه إلا من غاص في عزله معها من دون ضوضاء، فالرواية الجريحة نسيج آلام ومعاناة متمثِّلة فيما يصيب الروائي من آثار الثمالة بعد ولادة سطورها المريرة. ثم يأتي من يظنّ باسم النقد والإباحية الإعلامية يبتغي برخص التراب أن يفشي الأسرار. تبًا للنقاد الذين يظنون أن وظيفتهم فضح الرواية لتبرير نرجسيتهم، لهذا كله فضلت العزلة على أضواء المدينة الفيك، وأقسمتُ ألا أرشي ناقد من أجل تسوُّل كلمات زائفه من محفظته المُفلسة. الموت للنقد… وأترك العالم وراءك وأكتب بحرية.    

أفاتار غير معروف

الكاتب: loutes99

روائي بحريني اصدر العديد من الروايات والمسرحيات والدراسات للمؤلف ... - شهرزاد الحلم والواقع مسرحية مجلة الأقلام العراقية - الصعود الى المنحدر الرمادي مسرحية مجلة الأقلام العراقية - ابونواس يرقص الديسكو مسرحية......دار الفارابي– 1982 - فنجان قهوة للرئيس مسرحية دار الفارابي - سينما التحولات دراسة نقدية لسينما يوسف شاهين ....دار الربيعان للنشر والتوزيع – الكويت 1986 - كرة الرماد دراسة – وزارة الإعلام – البحرين - الديمقراطية الالكترونية دراسة مؤسسة الأيام للنشر التوزيع البحرين - 1997 - الديمقراطية الانقلابية دراسة في مشروع الإصلاح البحريني- مؤسسة الأيام للنشر والتوزيع البحرين 2005 - بيضة القمر رواية – المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2001 - قمر باريسي رواية المؤسسة العربية للدراسات والنشر– 2009 - الخراف الضالة رواية دار الفارابي - رقصة أخيرة على قمر أزرق - رواية - يسرا البريطانية - رواية - خريف الكرز رواية - حرب البنفسج رواية - لص القمر سنمار الإخباري صدرت مؤخرًا - القرنفل التبريزي - ابو العلاء المعري - دار الفارابي - 2020 - ليلة الفلفل في لوغانو -رواية دار اسكرايب 2022 - شاي مع ماريو فيتالي رواية- دار اسكرايب 2022 -شارع النحس - رواية - دار اسكرايب 2022 خريف العرش- رواية- دار اسكرايب- 2023 - الغانية والبحر- رواية - دار اسكرايب- 2023 - القاهرة

أضف تعليق