عن دار اسكرايب بمصر تصدر قريبًا:
رواية “ليلة الفلفل في لوغانو”
لأحمد جمعة

من أصعب وأبسط الأشياء بالعالم الموت والحياة!
شخصيتان غريبتان عن العالم…
“عتيق الخير”، موظف فقير بشركة، يعمل تحت أمرة “حبيب العبدالله” الذي عرض عليه فكرة السفر إلى لوغانو السويسرية لقضاء ثلاثة أشهر بها، وعاش كلٌ منهما أحداثًا ومواقف فضَّت ما في كليهما من مشاعر ومعتقدات مختنقة، انتهى أحدهما بعد تلك التجربة إلى الموت، والآخر إلى الحياة من جديد.
من الرواية
رويتُ لحبيب تفاصيل الليلة السوداء وليس لدي شكوك لماذا أسميتُها بالسوداء رغم بهجتها، علينا أن نُعيد النظر بالأسود الذي هو رمز التوَهُّج والتأجُّج، فتألُق الأسود يليق بالغموض والأناقة والتحدي وهو بنظري اِعتباراً من الليلة الفائِتة سيد الألوان كلّها، دمَجنا اللون الأسود الفاحم، مزجنا مشاعرنا وجسدينا وجعلنا العالم يُعيد تكوينه بالأسود. سرحتُ بهذا الاكتشاف المُذهل الذي شكلّ أسطورة السواد، كان الأسود باعتقادي هو لون الحزن ولون الأدنى ولون الجنائز، ولون الزنجي الذي قيل ليّ ولا أذكُّر المناسبة أنَّه من زنجبار العمانية، هذا ما كنت اعتقدتُ طوال عقود حياتي المنصرمة حتى أيقظَت رين المرأة السوداء وعيي من هذا الاعتقاد وحرَّرتني من أزمة نفسيّة بداخلي تجاه الأسود الذي أثبتَّت الليلة الفائتة أنَّه لون العالم الجميل. ودَّدت لو ملكتُ يراع حبيب بالكتابة لسَطرتُ الأناشيد والأهازيج باللون الأسود لكني اكتفيت بشعور الغبطة وأنا أكتشف أن الأسود تاج الجمال، والفضل للفتاة الكينية الإيطالية رين التي لو أمكنّني لقضيتُ بقية حياتي معها وألا أعود للوطن للأزل. سرني هذا الشعور الدافق بالحرية ورافق رغبة مجنونة بعدم العودة للوطن وقضاء بقية العمر هنا احتفاءً باللون الأسود.